ـ(180)ـ
الاتجاه الثاني: الذي لا يرى في الشيعة هذا الرأي، بل يرى أنهم مسلمون فيما يرتكز (عليه السلام) من عقيدة وشريعة، وأن الخلافات بينهم وبين السنة كالخلافات بين السنة أنفسهم في بعض تفاصيل العقيدة والشريعة، فهم مسلمون مخطئون في بعض ما يعتقدون، فحالهم حال أي مسلم مخطئ في اجتهاده فإن الخطأ لا يخرجه عن إسلامه بل يكون مسلماً خاطئاً مأجوراً، ولكن أصحاب هذا الاتجاه أيضاً لا يرون مصلحة في الوحدة مع الشيعة ولعل الواقع الذي يعيشه جمهور المسلمين من أهل السنة يعيش عمق هذا الاتجاه ولكن بدرجات مختلفة.
الاتجاه الثالث: الذي ينطلق في حركته الإسلاميّة من موقع الإيمان بوحدة المسلمين الواقعية، وبأن الخلافات فيما يختلفون فيه لا تضر بهذه الوحدة، كما لا تضر خلافات المذاهب بين بعضها في وحدتهم الإسلاميّة، وعلى هذا الأساس كانوا يرون في الوحدة أمراً واقعيا في عمق الشخصية الإسلاميّة، ولابد لنا من تحويله إلى خطوة عملية في حركة الإسلام في الحياة ويتمثل هذا الاتجاه في الحركات الإسلاميّة الواعية وفي الشخصيات الفكرية المسلمة التي تعيش مسئولية الإسلام من خلال الآفاق الرحبة الواسعة لا من خلال الآفاق الضيقة الخانقة، وقد ساهم أصحاب هذا الاتجاه في خلق جو وحدوي عام، وفي صنع مجتمعات هنا وهناك تعيش روحية الوحدة بانفتاح وإيمان وذلك من خلال اللقاء بالاتجاه الثاني الموجود في مجتمع المسلمين الشيعة الذي يرى في الوحدة عنصراً إيجابياً في حركة الإسلام العامة(1).
______________________
1 ـ العلامة محمّد حسين فضل الله ـ الشيعة والوحدة الإسلاميّة.