ـ(179)ـ
في محيط السنة أو بالعكس في عملية اندماج وتذويب للشخصية الفكرية الخاصة التي يحملها كلّ واحد منهما بطريقة عاطفية، بل هي مسألة روحية نفسية في البداية كما هي مسألة فكرية عملية في النهاية، لأن قاعدة التفكير الوحدوي ترتكز على أساس الإيحاء للمسلمين بالروحية الإسلاميّة التي ينبغي أن تطبع شخصيتهم فيما تمثله الشهادتان من عقيدة والتزام وحركة في حياتهم العامة والخاصة، مهما اختلفت نظرتهم إلى التفاصيل، الأمر الذي يثير فيهم مشاعر الوحدة، ويحلق بهم في آفاقها، ويوحي لهم بمسؤولياتها لتكون هذه الروحية سبيلا من سبل اللقاء الذي يساعد علي التفاهم والتحاور والتعاون فيمكن للشيعي أن يقنع السني بطريقته في فهم الإسلام وفي ممارسته، كما يمكن للسني أن يقنع الشيعي بطريقته وبممارسته، ويمكن لهما أن يكتشفا من خلال اللقاء الفكري سبيلاً آخر.
ويضيف أصحاب هذا الاتجاه قائلين: إنّ النتائج الإيجابية التي يحصل عليها المسلمون الشيعة في مسألة الوحدة لا تقاس بالنتائج السلبية التي يعيشونها في مسألة الفرقة والخلاف الفكري والعملي الذي يتحرك من موقع العقيدة الذاتية لا من موقع المصلحة العامة.
نظرة المسلمين غير الشيعة إلى الوحدة:
أما نظرة المسلمين غير الشيعة إلى الوحدة مع الشيعة فهناك ثلاث اتجاهات:
الاتجاه الأول: الذي ينظر إلى الشيعة بأنهم خارجون عن الإسلام فيما ينسبه إليهم أصحاب هذا الاتجاه من عقائد في الغلو، والشرك، وتحريف القرآن، أو إيمانهم بقرآن آخر غير هذا القرآن وما إلى ذلك من مفاهيم لا تلتقي مع الأسس العقائدية التي ركز الإسلام عليها فكره وشريعته، وبذلك لا يسعى لطرح قضية الوحدة معهم.