ـ(108)ـ
متشعب لكثرة أنواع الحقوق التي يفرضها الإسلام، منها ما هو للخالق تعالى، ومنها ما هو لخلقه، وما كان للخلق فمنها ما هو للإنسان ومنها ما هو لغيره.
وقد حصرت بحثي في حقوق الإنسان في الإسلام، ووجدته أيضاً موضوعاً واسع الأرجاء متعدد المسالك لا يفي به بحث وان طال ذيله واتسع حجمه، فوجدتني مضطراً إلى الاقتصار على ذكر أنواع الناس الّذين تجب لهم الحقوق مع إشارة عابرة إلى بعض ماهيات تلك الحقوق، وضرب الصفح عن الدخول في تفاصيل أحكامها التي تكفلت بها أمهات الكتب الفقهية، ولم أقتصر في البحث على المراجع الإباضية وحدها وإن كنت عولت في المجال الفقهي على كتب الفقه الإباضية، وذلك لأنني أعتقد أن المذاهب الإسلاميّة تلتقي جميعاً في الورد والمصدر، فليس بينها كبير خلاف، وإنّما هي اجتهادات من فقهاء الأمة من أجل وصل الإنسان بربه وربطه بدينه ليكون مثاليا في سلوكه ونموذجاً في استقامته.