ـ(77)ـ
فاسد لأن الخمر في القرآن الكريم أمرنا باجتنابها، وليست محرمة، فالمحرم على سبيل القطع من الأطعمة والاشربة ورد في الآية الكريمة:
[قل لا أجد في ما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلاّ أن يكون ميتة أو دما مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسق أهل لغير الله به].
والاجتناب في رأي بعض الفقهاء اشد من التحريم ولكنه في الحقيقة أمر يتصل بالمخاطب فهذا المستشار يقول: إن الخمر في القرآن أمرنا باجتنابها وليست محرمة وإنكار حرمة الخمر إنكار لأمر معلوم من الدين بالضرورة، لا يعذر مسلم بجهله.
(ب) مشكلة الأفكار:
لا يخفى على أحد أن فساد الفكر يقترن دائما بفساد العقيدة؛ كلياً أو جزئياً. إذ أن الفكر أساس العمل ويتحدث القرآن الكريم عن هذه الظاهرة في كثير من آياته كسبب من الأسباب التي تؤدي إلى سقوط الأمة وخراب عمرانها وحضارتها. كما أن السنة النبوية أيضاً تبين هذه الحالة؛ أي حالة سقوط الحضارات؛ حيث ينغلق الفكر ويختلط الحق بالباطل، وينتشر الكفر الفعلي والانحراف العاطفي ويسود الهوى وتروج النظريات الفاسدة ويتحزب الناس أحزاباً ويتحولون إلى أدعياء دجالين ومن الأحاديث التي تفيد ذلك، ما رواه أبو هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل ولا يدري المقتول علي أي شيء قتل". رواه مسلم وفي حديث آخر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب