ـ(65)ـ
المجتهدين للشيخ حسن بن الشهيد الثاني المتوفى سنة 1011 هـ، والذي يعتبر أول كتاب درسي في الحوزات العلمية الإمامية إلى قبيل هذا التاريخ بسنوات قلائل، لا نرى أي حديث، ولو بشكل استطرادي، فيما يتعلق بالوضع، وكأن المسألة بالرغم من أن العلامة، قد طرحها إلاّ أنها مع ذلك لم تصل بعد إلى حالة من التبلور، والمشهورية عند من تأخر عنه، كما يبدو ذلك واضحاً من كتاب المعالم، ولذلك، فقد تعرض لها الشيخ محمّد تقي الأصفهاني المتوفى عام 1248 هـ في حاشيته الكبيرة على المعالم، والمسماة بهداية المسترشدين في شرح معالم الدين في مباحث الألفاظ استطراداً لعدم ذكر المصنف لها (1).
وأما المحقق الحلي المتوفى في عام 676 هـ، فقد تحدث عن الوضع بشكل عام في كتابه معارج الأصول، والذي يعتبر كتابه من أمهات الكتب الأصولية في ذلك العصر، وقد تعرض لبحث الوضع بشكل مختصر قال فيه: "والكلام هو ما انتظم من حرفين، فصاعداً من الحروف المسموعة المتواضع عليها إذا صدرت من ناظم واحد، ومنهم من شرط الإفادة، ومنهم من شرط المواضعة، والثاني يبطل بتقسيم أهل اللغة الكلام إلى المهمل والمستعمل، ومورد التقسيم مشترك).
وعلى ما قلناه، فالكلام إما مهمل، وهو ما لم يوضع في اللغة لشيء، وأما مستعمل(2).
ولو رجعنا لما كتبه الشيخ المفيد (ره) مجدد القرن الرابع، والذي توفي عام 413 هـ في البحث الأصولي، وهو كتابه المعروف بالتذكرة، والذي لا يتجاوز الصفحات المعدودات لما وجدنا أنّه تحدث عن الوضع بشيء بل إنه لم يشر إليه
______________________
1 ـ هداية المسترشدين ـ محمّد تقي الأصفهاني ـ ص 29 ـ نسخة حجرية خطية غير محققة ـ من منشورات مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) قم ـ إيران الإسلاميّة.
2 ـ معارج الأصول ـ المحقق الحلي ـ ص 48 ـ مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) للطباعة والنشر ـ قم ـ إيران الإسلاميّة.