ـ(53)ـ
العبد نحو [فرددناه إلى أمه كي تقر عينها](1)[وما بكم من نعمة فمن الله](2)[وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو](3)[وهو يطعم ولا يطعم](4)[نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً](5).
فالنعم كلها والإطعام والسقي من الله ولو تخلل أسباب وصولها إلى العبد فعل العبد بل يعتبر من جملة الأسباب من حيث أن أثر القدرة وهي فعل الله سبحانه وان كانت لا تسمى سبباً للفعل في عرف المتكلمين مع أن بعضها قد وردت في القرآن نسبتها إلى المخلوق مثل [وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه](6) ومثل [ويطعمون الطعام على حبه](7) فإذا اتفقت العدلية والجبرية على هذه الطريقة انحلت إشكالات كثيرة.

مسألة الرؤية:
قيل تجوز على الله بل تكون للمؤمنين، وقيل لا تجوز الرؤية على الله ولا يراه أحد لا المؤمنون ولا الأنبياء المرسلون لأنها لا تليق بجلاله والجمع بين الفريقين أن يقال ليس في أدلة المثبتين لها إثبات الرؤية بقيد كونها بالأبصار وقد دلت الآية الكريمة [لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير](8).
______________________
1 ـ القصص: 13.
2 ـ النحل: 53.
3 ـ يوسف: 100.
4 ـ الأنعام: 14.
5 ـ النحل: 66.
6 ـ الأحزاب: 37.
7 ـ الإنسان:8.
8 ـ الأنعام: 103.