ـ(22)ـ
ومن أجل ذلك نراه يهتم اهتماماً بالغاً بكتب الطحاوي، فله اختصار "مشكل الآثار" واختصار "شرح معاني الآثار"(1)، كلاهما للطحاوي، الذي كان يدافع عن المذهب الحنفي، بعد انتقاله إلى هذا المذهب من المذهب الشافعي(2).
وقد اشتهر ابن رشد الجد، بالنبوغ في علم الفرائض، كما في علم الأصول، لكن نبوغه في الأصول لا يظهر في ميدان الخلافيات، حيث يدافع عن أصول مذهب مالك ويرد أصول مذهب أبي حنيفة، كما هي في كتب الطحاوي وعالم الخلافيات يحتاج لقواعد الأصول للدفاع عن أصول مذهبه، حتّى لا يهدمها المخالف، بنفس القدر الذي يحتاجه الفقيه المجتهد، لاستخراج قواعده وأحكامه من أصول الشريعة(3).
ولـه كتب كثيرة في الفقه والقضاء أنهاها الأستاذ المحقق في مقدمة "مسائل ابن رشد" إلى خمسة عشر كتاباً ورسالة بعضها تأليف وبعضها اختصارات، وتصدى للتعريف بها (4).
وقد وقفت على كتابين منها:
أحدهما: مسائل ابن رشد، وهي مجموعة مسائل وردت عليه من الآفاق، وأجاب هو عليها وأكثرها في الفقه والقضاء، وقسم منها في العقيدة والتفسير، كلها 358 مسألة جمعها محمّد بن الوزان إمام المسجد الكبير بقرطبة(5)، وقد بحث مصحح الكتاب حول هذه المسائل وعين موضعها من فقه النوازل(6).
______________________
1 ـ نفس المصدر ص 62.
2 ـ مقدمة مشكل الآثار.
3 ـ خاتمة بداية المجتهد ص 24 و25.
4 ـ لاحظ مقدمة المسائل ص 45 إلى 69.
5 ـ نفس المصدر ص 95 وابن رشد والرشدية ص 32.
6 ـ نفس المصدر ص 91 فما بعدها.