ـ(21)ـ
المنهج الأندلسي... ولا يبعد أنّه أخذ من الوالد الفقه المالكي وفن القضاء(1).
ولعل جو الأسرة التي ورثت الفقه والقضاء، ثم جو قرطبة التي عرفت بالمحافظة الشديدة على العمل بأصح الأقوال المالكية... وكذلك الجو العام بالمغرب والأندلس، الذي كان يحض على العناية بالفروع... أي فروع مذهب مالك، كانت لها دور حاسم في توجيه ابن رشد ليختص في الفقه المالكي، وكانت أسرة ابن رشد، من أكثر أسر الأندلس وجاهة، وكانت تتمتع بتقدير عظيم في القضاء (2).
كان ابن رشد الجد شيخ الفتوى بالأندلس والمغرب على مذهب مالك وأصحابه، يكيف الحياة اليومية مع الفقه المالكي(3).
وكان يدرس "المدونة، والعتبية"(4) للطلاب، وهو شارح لهذين الكتابين وناشر لهما، باعتبارهما عمدة الفقه المالكي، وعمدة المالكية الأندلسية بالخصوص، وهو حام للمذهب المالكي وخاصة من مدرسة الرأي، التي يمثل خطرها على المالكية الأندلسية، أبو جعفر الطحاوي (236 ـ 321هـ) بكتبه التي لاقت رواجاً بالأندلس، كما كان حامياً بعقيدة المالكية بالأندلس، وهو عقيدة الأشعرية بكتبه وفتاويه، رغم أنّه لم يوافق الأشعرية في اعتمادهم على المنطق، ويستبدل به المنهج القرآني القائم على النظر في آثار الصنعة في الكون (5).
______________________
1 ـ نفس المصدر ص 23.
2 ـ نفس المصدر ص 25، وابن رشد والرشدية، ارنست رينان، تعريب الأستاذ عادل زعيتر ـ طـ دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاء بالقاهرة ص 32.
3 ـ خاتمة بداية المجتهد ص 28.
4 ـ المدونة سماع عبد الرحمن بن القاسم (132 ـ 191هـ) من الإمام مالك (93 ـ 179 هـ)، والعتبية هي مجموعة أسمعة عبد الرحمن وآخرين من الإمام مالك جمعها محمّد بن أحمد بن عبد العزيز العتبي) في الأندلس من مصادر متعددة (مقدمة المسائل ص 49 و50)
5 ـ نفس المصدر ص 27.