ـ(199)ـ
ويتطرق المؤلف إلى دور السياسة في وضع الحديث لتبرقع انحرافها ببرقع ديني، ويرى أن العرض على كتاب الله هو مقياس صحة الحديث ووضعه.
ويذكر مثالين على ذلك:
1 ـ الحديث المنسوب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله): "أصحابي كالنجوم"(1).
2 ـ الحديث المنسوب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله): "صلوا خلف كلّ بر وفاجر".
ويعرضهما المؤلف على قوله تعالى: [إن الأبرار لفي عليين] [وإن الفجار لفي سجين].
فيسقطهما دلالة لمخالفتهما للنص القرآني، وينفي نسبتهما للرسول ويثبت المؤلف بعض الملاحظات المهمة حول الأحاديث المنقولة:
1 ـ أن بعض الرواة ليسوا مجهزين بحصانة تدرأ عنهم الميول.
2 ـ أن البخاري ومسلم والكليني نقلوا عن جمهور لم يسلم ولو بعضه من مرض الميول والنوازع.
3 ـ كتب الأحاديث لدى جميع المسلمين يؤخذ مجموعها بعين الاحترام.
4 ـ الوقوف قليلاً في الأحاديث المتعلقة بالسياسة لاقترانها بالأهواء
______________________
1 ـ الأصل "أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم". ميزان الاعتدال ج 3 ص 413. مسند أحمد ج 4 ص 399.
اعتبره ابن الجوزي من الموضوعات ـ المنتظم في تاريخ الأمم والملوك ص 187 ويناقضه الحديث: "بؤتى باصحابي يوم القيامة إلى ذات الشمال، فأقول: إلى أين ؟ فيقال إلى النار والله، فأقول: يارب هؤلاء أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا من بعدك..." صحيح البخاري 5/2406، صحيح مسلم 2/ 316.
وتناقضه سيرة الأصحاب ـ فمنهم من أقيم عليه الحدّ لشربه للخمر.
وطعن بعضهم بالخليفة الثالث وقتلوه.
وخرج بعضهم على الإمام علي.
إضافة إلى سقوطه دلالة، فالحديث موجه إلى الصحابة فكيف يقول الرسول (صلى الله عليه وآله) لصحابته "بأيهم اقتديتم اهتديتم". أي بمعنى "يا أصحابي اقتدوا بأصحابي"!.