ـ(11)ـ
الأهداف العامة لسورة التكاثر:
من أبرز أهداف هذه السورة ذات الآيات الثماني، أنها تندد بحالة اتخاذ الحياة الدنيا هدفاً بذاتها والتكاثر بزخارفها الزائلة من مال وأولاد، وسلطان، وقوة مادية وما إليها، والاستغراق بالتعلق بمتاعها المحدود، وعرضها الذاهب.
إن هذه السورة الكريمة الجليلة، تحمل دعوة صريحة مدوية للسادرين في غيهم، التائهين عن درب الحق، المخدوعين بالمظاهر الزائفة، أن يستيقظوا من غفلتهم، وأن يفتحوا عيونهم التي يشدها النوم عن رؤية الواقع ليتذكروا أن الدنيا شوط قصير ينتهي إلى الآخرة، التي هي الحياة الباقية التي سيؤول إليها العباد، حيث سينال الغافلون السادرون في غيهم، عذاب الجحيم، فيغمرهم الذل والخسران إذا لا ينفع يومذاك مال، ولا والدان، ولاسلطان، ولا قوة... حيث تعقد محكمة العدل الإلهي جلساتها لتسأل العباد عن كلّ نعمة شغلوا بها عن الله عزّوجلّ، سواء أكانت نعمة مادية أو معنوية...
إنها دعوة مفتوحة صريحة للتائهين لكي يعودوا إلى رشدهم، ويؤوبوا إلى الله ربهم تبارك وتعالى.

تفسير الآيات:
[ألهاكم التكاثر]: أي شغلكم عن طاعة الله عزّوجلّ وعن ذكر الآخرة التكاثر بالأموال والأولاد، والتفاخر بكثرتها(1).
______________________
1 ـ مجمع البيان ـ الشيخ الطبرسي (تفسير سورة التكاثر).