ـ(78)ـ
أن يرجع إلى الأدلة الصحيحة أما العقلية أو الشرعية"(1).
وهذا يتضح منه أن العقل حجة لديه، بل لابد من جعله مناطاً في قبول تفسير ما أورده وقد قدمه في العبارة على الأدلة الشرعية.
وقال ابن كثير: فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام لما رواه محمّد بن جرير رحمه الله تعالى حيث قال: حدثنا محمّد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد...عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار"... وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "من قال في القرآن برأيه فقد اخطأ ". و" من قال في كتاب الله برأيه فأصاب فقد أخطأ"(2).
وقال السيد الخوئي: أو يتبع ـ أي في التفسير ـ ما حكم به العقل الفطري الصحيح فإنه حجة من الداخل كما أن النبي حجة من الخارج"(3).
وقال الطبري في تفسير: "وهذه الأخبار شاهدة لنا على صحة ما قلنا، من أن ما كان من تأويل آي القرآن الذي لا يدرك علمه إلاّ بنص بيان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو بنصبه الدلالة عليه، فغير جائز لأحد القول فيه برأيه، بل القائل في ذلك برأيه وإن أصاب الحق فيه، فمخطئ فيما كان من فعله بقوله فيه برأيه، لأن أصابته ليست إصابة موقن أنّه محق، وإنما هي أصابه خارص وظان، والقائل في دين الله بالظن قائل على الله ما لا يعلم، وقد حرم الله جل ثناؤه ذلك في كتابه على عباده، فقال: [قل إنّما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها، وما بطن والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً، وأن تقولوا على الله مالا تعلمون..] ـ الأعراف ـ 33"(4).
قال السيوطي في الإتقان: "ولا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد
______________________
1 ـ المصدر السابق ص 6.
2 ـ تفسير القرآن العظيم ـ ابن كثير ـ المقدمة ص 6 ـ دار المعرفة ـ بيروت.
3 ـ البيان ـ السيد الخوئي ـ ص 422 ـ المطبعة العلمية ـ قم.
4 ـ تفسير الطبري ـ ص 78 ـ 79 ـ ج 1 ـ نقلاً عن مباحث في علوم القرآن ـ مناع القطان ـ ص 353.