ـ(68)ـ
بالأثر الصحيح عن النبي (صلى الله عليه وآله) وعن الأئمة (عليهم السلام) الّذين قولهم حجة كقول النبي (صلى الله عليه وآله).
وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) رواية لا يدفعها أحد، أنّه قال: "إني مخلف فيكم الثقلين، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض) وهذا يدل على أنّه موجود في كلّ عصر، لأنه لا يجوز أن يأمر بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به، كما أن أهل البيت (عليهم السلام) ومن يجب اتباع قوله حاصل في كلّ وقت"(1).
فالذي يظهر من هذه الكلمات أن أرقى طريق لنقل رواية رسول الله (صلى الله عليه وآله) في تفسير القرآن الكريم هو الواصل إلينا عن طريق العترة الطاهرة.

رأي أهل السنة والجماعة في طريق ثبوت التفسير بالسنة النبوية المطهرة:
فإن الواضح من طرقهم كما في تفسير الطبري (ت 310 هـ) جامع البيان في تفسير القرآن أنّه يكفي نقل تفسير النبي (صلى الله عليه وآله) بواسطة الصحابة، أو التابعين أو تابعيهم خصوصاً، وأن ابن تيمية يرى أن رسول الله ـصلى الله عليه وآله ـ قد بين للصحابة القرآن كله ألفاظه، ومعانيه"(2).
بل إن السيوطي في الدر المنثور قد حذف الأسانيد، وقال في مقدمة تفسيره: "فلما ألفت كتاب ترجمان القرآن، وهو التفسير المسند عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه رضي الله عنهم، وتم بحمد الله في مجلدات، فكان ما أوردته فيه من الآثار بأسانيد الكتب المخرج منها واردات، رأيت قصور أكثر الهمم عن تحصيله، ورغبتهم في الاقتصار على متون الأحاديث دون الإسناد وتطويله فلخصت منه هذا المختصر مقتصرا فيه على متن الأثر مصدراً بالعزو والتخريج إلى كلّ كتاب معتبر، وسميته الدر المنثور في التفسير بالمأثور"(3).
______________________
1 ـ مقدمة تفسير التبيان للشيخ الطوسي ـ ص 4.
2 ـ مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ـ ص 35.
3 ـ الدر المنثور ـ المقدمة ج1.