ـ(55)ـ
والجواب هو: أنّه من الذي يحدد [إن خفتم] ومن يعنيه فإن الجواب موجود في السؤال.
والآية الثانية: [وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها](1) ليحكموا بينهما ولينظروا هل أن هذا الزواج يمكنه أن يستمر أم انهما يحكمان بالفراق فمن يحدد ذلك ؟ هل يحدده الرجل والمرأة اللذان وقع بينهما الشقاق والنفاق ؟ ومن منهما ينتخب الحاكم ؟ ومن تخاطب [خفتم] تخاطب المرأة والرجل أو المجتمع ؟ وهنا يجب القول أن جواب هذا السؤال أيضاً موجود في نفس السؤال، وهل أن هذا الحق هو حق خاص أم عام ؟ والآية الثالثة: [واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن](2) هذا الخطاب لمن ؟ فإن كان الخطاب للرجال يجب أن يغلق باب المحكمة لأن كل رجل عندما تعترض عليه زوجته يضربها، والمدعى العام لا يمكنه أن يلومه، لأنه يستطيع أن يقول إنني كنت أخاف نشوزها فضربتها، فإن كان الخطاب للرجال أنفسهم فإن نتيجته هي هذه وهل الخطاب لكل فرد فرد من الرجال، أم أنّه للمجتمع ؟ وجواب ذلك موجود في نفس السؤال.
فأنا أرى وذلك مجرد وجهة نظر لا غير أن فهمنا لخطابات القرآن يستحق المراجعة، فإن لدينا نوعين من الآيات:
_ النوع الأول مثل: [إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق](3) ومثل [والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما](4) وهل أن خطاب فاقطعوا مثل خطاب فاغسلوا، فكما يقول لكل فرد فرد توضأا كذلك يقول لهم اقطعوا وهل يمكن أن يؤخذ كلّ رجل من الشارع لقطع يده لأن اقطعوا واغسلوا على حد سواء وهناك خطاب آخر: [حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى](5)
______________________
1 ـ سورة النساء: 35.
2 ـ سورة النساء: 34.
3 ـ سورة المائدة: 6.
4 ـ سورة المائدة: 38.
5 ـ سورة البقرة: 238.