ـ(220)ـ
والجهود نحو بناء الصرح الإسلامي كما رسمه القرآن وكما رسمته السنة النبوية، وبمنأى عن الجدل العقيم والبطر الفكري وعن كلّ ما يصد حركة الأمة عن استعادة عزتها وكرامتها وأكد سماحة السيد القائد على أن المسيرة التي تنتهجها الجمهورية الإسلاميّة هي المسيرة المثلى التي تستطيع أن تحقق هدف القرآن والنبوة، وأنها المسيرة القادرة على جمع الشمل ورأب الصدع ورتق الفتق، وأن كلّ عداء يواجه الجهورية الإسلاميّة إنّما ينبثق من الشعور بأن هذه الدولة الإسلاميّة المباركة تشكل فجر صبح صادق للأمة وأنها تشكل أكبر تحدٍ للحضارة المادية المشرفة على الأفول والزوال.
وفي جلسة الافتتاح تحدث سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الهاشمي الرفسنجاني رئيس الجمهورية، وتناول في كلمته موضوع الأجواء التي يجب أن تتوفر مسبقاً لتحقيق الوحدة الإسلاميّة وأكد على ضرورة حدوث تغيير فكري وروحي كضرورة لازمة لهذه الوحدة وذكر في حديثه بعض النماذج العملية التي خطتها الجمهورية الإسلاميّة في حقل التعاون الاقتصادي والسياسي مع بلدان العالم الإسلامي باعتبارها مقدمات ضرورية لتوحيد الصف الإسلامي.
واستعرض الشيخ الهاشمي الظروف الراهنة وما حدث فيها من انهيارات للطروحات المادية وخلص إلى القول بأننا نمر في مرحلة تستطيع فيها الأمة الإسلاميّة أن تتجه نحو الوحدة بأسرع من أي مرحلة سابقة، كما إن هذه الظروف تفرض مثل هذه الوحدة أكثر من أي وقت مضى.
وفي هذا المؤتمر تحدث أيضاً فضيلة الشيخ محمّد يزدي رئيس السلطة القضائية وهو من المهتمين بأمر التقريب بين المذاهب الإسلاميّة وخاصة في حقل التقنين والقضاء وأشار إلى أن وحدة الموقف بين علماء الإسلام تجاه ألوان التحديات، تستطيع أن تكون حجر الزاوية الصلد في بناء الأمة الإسلاميّة الواحدة المتلاحمة وتحدث عن ضرورة التعاون بين علماء الفرق الإسلاميّة حول تمحيص رواة الحديث بنزاهة علمية وموضوعية تامة، فمثل هذا العمل المشترك يستطيع أن يبعد الساحة العلمية الإسلاميّة من الاتهامات الزائفة الفارغة.