ـ(211)ـ
موضعها من زمنها ومن أحداثه الكبرى"(1).
وفي بيان الجزء الثاني من هذا المبرر لا عادة كتابة التاريخ يقول سماحة السيد محمد تقي الحكيم:
"... ورجعت إلى كتب التاريخ رأيتني أمام حشد من المفارقات والتناقض الفظيع لا يمكن اجتيازه بسهولة، ورأيت مهمتي من أشق المهمات وأعسرها متى أردت الإخلاص لنفسي في أدائها على أفضل وجوهها"(2).
نعم هذا هو المبرر الموضوعي الذي دعى المصلحين لأن يطلقوا بصيحاتهم في المحافل العامة ومن خلال الكتب والدوريات لإعادة كتابة التاريخ لما في ذلك من حفاظ على وحدة الأمة وبقاء لعزتها وكرامتها.

البواعث على إعادة كتابة التاريخ:
1 ـ الباعث السياسي: كما أن من النوازع التي دفعت بالبعض إلى تشويه التاريخ والوضع فيه هي السياسة كذلك من البواعث إلى إعادته هي السياسة وذلك من خلال المساومة على ضمائر الوضاع، فها هو التوجه الأموي ـ قديماً ـ كيف اشترى الضمائر وحرف التاريخ من خلال الحشد الكبير للروايات وغيرها، وكذلك ممن أرخوا أو كتبوا حديثاً عن التاريخ نجدهم كيف يحرفون الأحداث ويضعون تحليلاتهم في بطن التاريخ وكأنه من التاريخ، كما حصل للجابري في نقده لحركة المختار وتشويهها أو حديثه حول مالك الاشتر وصياغته الحدث من دون أن ينسبه إلى مصدر تاريخي(3).
______________________
1 ـ قصة التقريب بين المذاهب وبحوث أخرى: محمّد تقي الحكيم: ص 28 ـ 29.
2 ـ المصدر نفسه: ص 5 مناهج البحث في التاريخ.
3 ـ أصول الضعف، دراسة في الميل الغربي المشترك ـ د: علي كريم سعيد: ص 64، 70، ومن أراد فليراجع من ص 59 إلى ص 83.