ـ(209)ـ
الدخائل، واستمرت هذه الدعوات فترات متطاولة حتّى يومنا هذا ولم يكتب التاريخ بحسب حجم هذه الدعوات، وصعوبة العمل من الأمور التي لا تنكر، يقول العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي:
".. وحيث إن التاريخ الإسلامي مثقل بالأباطيل والأكاذيب، بسبب تلاعب الأهواء السياسية والمذهبية، وغيرها فيه...... كان الوصول إلى الحقيقة فيه بالغ الصعوبة إن لم يصل أحياناً إلى حدّ التعذر.." (1).
لماذا الوصول إلى (الحقيقة) في التاريخ الإسلامي بالغ الصعوبة أو يصل أحيانا إلى حدّ التعذّر ؟ ! هذا ما نريد بيانه من خلال النقاط التالية:
ـ مبررات إعادة كتابة التاريخ.
ـ بواعث إعادة كتابة التاريخ.
ـ أين تكمن الأزمة في التوقف عن الإعادة؟
ـ على عاتق من تتم الإعادة أو قل ما هي الشرائط المطلوبة في من يريد إعادة كتابة التاريخ ؟ !
إذا استطعنا أن نستوضح ذلك من خلال هذه الإثارة استطعنا أن نضع الخطوة الأولى في طريق الوحدة بين المسلمين.

مبررات إعادة كتابة التاريخ:
1 ـ قد يكون أحد المبررات الداعية لذلك، هو غياب بعض الفقرات التاريخية أو سقوطها بحيث لم تصل إلى الأجيال، ورغبة في اكتشاف أو إعادة ما سقط إلى سلسلة التاريخ حتّى يطلع عليه الأجيال، واقرب ما يكون هذا المبرر إلى الترف الفكري منه إلى القراءة الصحيحة للتاريخ، لأنه خال من الهم الإسلامي الذي
______________________
1 ـ الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ـ دراسة وتحليل ـ جعفر مرتضى العاملي: ج 1 ص 7.