ـ(206)ـ
قبل أن نشرع في بيان الرؤية الصحيحة في الرجوع إلى الخلف (التاريخ)، علينا أن نتبين بصورة مختصرة، المراد من التاريخ، وحيث أن كلامنا يتجه بصورة طبيعية إلى التاريخ الإسلامي، لنرى، هل التاريخ الإسلامي يستثنى من ذلك أم خاضعاً لنفس القانون؟.
ما المراد من التاريخ..؟
أذكر هنا بيانين لمعنى التاريخ الإنساني:
الأول:
"التاريخ: جملة الأحوال والأحداث التي يمر بها كائن ما، وتصدق على الفرد والمجتمع كما تصدق على الظواهر الطبيعية والإنسانية، والتاريخ: تسجيل هذه الأحوال..." (1)
ويوسع الفيلسوف"هيجل" من دائرة هذا التعريف الذي يمثل جنبة واحدة من جنبات التاريخ ليشمل الجنبات الأخرى التي تجعل من التاريخ حاضرا في كونه ماضياً.
"عدّ هيجل التاريخ جزءاً من الفلسفة، لأنه ليس مجرد دراسة وصفية، بل هو أقرب إلى التحليل وبيان الأسباب"(2).
الثاني:
ما أورد العلامة الشيخ محمّد مهدي شمس الدين في دراسته التاريخية قائلاً:
"إذن فالتاريخ هو حركة الإنسان في محيطه خلال الزمان، وقد يعالج التاريخ حركة الإنسان في مجتمع معين أو في إطار ثقافة معينة، وقد يتسع ليعالج حركة الإنسان على صعيد عالمي"(3)
______________________
1 ـ معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب ـ محمّد وهبه ـ كامل المهندس ـ ص 82.
2 ـ المصدر نفسه ـ ص 83.
3 ـ حركة التاريخ عند الإمام علي (عليه السلام) محمّد مهدي شمس الدين: ص: 14.