ـ(195)ـ
الله (صلى الله عليه وآله) كلام غير صحيح، وذلك لأن جماعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) توفوا بعد هذا التاريخ المذكور "78هـ" منهم أبو الطفيل عامر بن واثلة "ت 110" أو قبيل ذلك ومنهم أنس بن مالك ت 191 و 192 و 93.
نعم.. لو قيد العبارة بكون جابر آخر من بقي من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة المنورة أو بكونه آخر من بقي من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ممن بايع بيعة العقبة الثانية، لكانت العبارة سائغة.
وجابر بن عبدالله صحابي ابن صحابي، وكان أبوه رضوان الله عليه ممن بايع بيعة العقبة الثانية، واستشهد في معركة أحد.
وكان جابر من مفسري القرآن الكريم، ومن الرواة المكثرين جداً، وكانت له حلقة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمدينة يأخذ عنه فيها رواد العلم.
تقويم:
مثل جابر الأنصاري من لا يحتاج إلى تعديل معدل، أو توثيق موثق، إنه ممن أجمعت أمة محمّد على دينه واستقامته وعلمه، وعلى الأخذ عنه.
الروايات:
جابر الأنصاري من أكثر الصحابة رواية، ولقد قال الذهبي (1) مسنده بلغ ألفاً وخمسمائة وأربعين حديثاً، اتفق له الشيخان على ثمانية وخمسين حديثاً، وانفرد له البخاري بستة وعشرين حديثاً، ومسلم بمائة وستة وعشرين حديثاً.
أقول: هذا إضافة إلى روايته عند الشيعة، فإنها كثيرة إلى حد بعيد، وقسط
______________________
1 ـ سير أعلام النبلاء 3/194.