ـ(194)ـ
تحقيق رجالي:
عدّة البرقي في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومن أصفياء أصحاب علي (عليه السلام) ، ومن شرطة الخميس، ومن أصحاب الحسن والحسين والسجاد والباقر (عليه السلام) وعده الشيخ أبو جعفر الطوسي في أصحابهم جميعاً كذلك.
أقول: أما عدّهما رضوان الله عليهما جابراً من أصحاب الرسول وعلي والحسن والحسين والسجاد، فصحيح لا غبار عليه وأما عدهما إياها من أصحاب الباقر فهو كلام غير دقيق، وذلك لأن معنى كونه من أصحابه أنّه قد صحبه أثناء فترة إمامته، وهكذا يصطلح ويعبر علماء الحديث والتاريخ والرجال، وجابر رحمه الله وإن التقى أبا جعفر الباقر (عليه السلام) ، وبلغه رسالة النبي (صلى الله عليه وآله) إلاّ أن اللقاء والحديث كان في حياة علي بن الحسين السجاد قطعاً، أي قبل إمامة محمّد الباقر (عليه السلام) ، وذلك لأن وفاة جابر لم تتجاوز عام "78هـ) وكانت وفاة الإمام السجاد (عليه السلام) عام "92 أو 94 على المشهور أو 95 " وبذلك يتحقق أن وفاة جابر قبل إمامة الباقر بسنوات طويلة وأنه ليس من أصحابه رغم أنّه أدركه ـ كما ذكرنا -.

همسة مع بحر العلوم
قال سيدنا الأجل محمّد المهدي بحر العلوم في رجاله: (1) كان جابر آخر من بقي من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، إلى أن قال وفضائل جابر ومناقبه كثيرة، توفي رضي الله عنه سنة "78".
أقول: إطلاق العبارة بكون جابر آخر من بقي من أصحاب رسول
______________________
1 ـ رجال السيد بحر العلوم 2 ص 140 ـ 141.