ـ(189)ـ
مؤكدة على مشاركته في الجمل، صفين، النهروان وهي من المشهورات (1).
ومما يمكن أن نستدل به على مرادنا: ما ذكره الخطيب البغدادي من أن البراء كان رسول علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى الخوارج بالنهروان يدعوهم إلى الطاعة، وترك المشاقة ثلاثة أيام (2).
أقول من البعيد جداً أن يكون الرسول على مثل هذا الأمر، ولمدة ثلاثة أيام رجل أعمى مع كثرة وجود المبصرين في جيش الإمام علي (عليه السلام) ممن تتوفر فيهم شرائط الرسول. إن المنطق الطبيعي للأحداث يأبي ذلك لا سيما مع وجود تلك الظروف الصعبة والملابسات الشديدة.
تأكيد على ما مرّ: قال السيد الأستاذ الخوئي: أقول كتمان البراء الشهادة، ودعاء علي (عليه السلام) عليه لم يثبت، ولا وثوق بصحة سنده.
وممن رواه الصدوق في المجالس المجلس 26 الحديث 1، وفي الخصال باب الأربعة، الحديث 44، إلى أن قال: لكن سند الرواية ضعيف بمحمد بن سنان، والمفضل بن عمر وأبي الجارود... انتهى.
الروايات:
روى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعن الخلفاء عدا عثمان بن عفان كما روى عن أبيه عازب بن الحارث وعن خاله أبي بردة بن دنيار وعن بلال بن رباح وثابت بن وديعة وأبي أيوب الأنصاري وحسان بن ثابت والحارث بن عمرو الأنصاري.
كما روى عنه علي بن ثابت والفقيه عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري وسعد بن عبيدة وعبدالله بن يزيد الخطمي وأبو حجيفة، وهب بن عبدالله
______________________
1 ـ ممن ذكر ذلك ابن حجر في الإصابة رقم الترجمة 618 والقرطبي المالكي في الاستيعاب بهامش الإصابة ص 145 وابن حجر في تهذيب التهذيب 1/425 أعيان الشيعة 3/552 قائل باتفاق الرواة وأهل العلم.
2 ـ تاريخ بغداد.