ـ(188)ـ
الشهادتين وقيس بن سعد بن عبادة، وعبدالله بن بديل بن ورقاء، فشهدوا جميعاً انهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم (من كنت مولاه فعلي مولاه) فقال علي (عليه السلام) لأنس بن مالك والبراء بن عازب، ما منعكما أن تقوما فتشهدا فقد سمعتما كما سمع القوم ؟ ثم قال: اللهم إن كانا كتماها معاندة فابتلهما، فعمي البراء بن عازب، وبرص قدما أنس بن مالك فحلف أنس بن مالك أن لا يكتم منقبة لعلي بن أبي طالب، ولا فضلاً أبداً وأما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله، فيقال: هو في موضع كذا وكذا فيقول: كيف يرشد من أصابته الدعوة"(1).

تحقيق:
لا ينبغي التصديق لمثل هذا الخبر وذلك لما تشهد به سيرة البراء من إخلاص وصدق في التعامل وفضل وديانة فهل يجدر بمثله أن يكتم مثل هذا الحديث الشريف.
كما أن البراء كان موالياً لعلي (عليه السلام) ، وله عقيدة عميقة به وهو الذي قال له (عليه السلام): كنّا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك تخف علينا العبادة فلما أتبعناك ووقعت حقائق الإيمان من قلوبنا وجدنا العبادة قد تثاقلت في أجسادناً(2).
إضافة إلى ذلك، أن هذه الواقعة لابد أن تكون قد حدثت قبل حرب صفين لما نعلم من أن خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين وعبد الله بن بديل بن ورقاء (قائد الميمنة في صفين) قد استشهدا في هذه الوقعة وإذا كان لابد لهذه الحادثة ـ على فرض صحتها ـ أن تكون قد وقعت قبل صفين فمن أين للبراء بن عازب أن يشترك في معركتي صفين والنهروان وهو أعمى، مع أن النصوص الكثيرة قد وردت
______________________
1 ـ رجال الكشي.
2 ـ رجال الكشي ص 45 وفيه ووقع حقائق بدل ووقعت حقائق.