ـ(73)ـ
بين الإسلام والإعلان العالمي" علماً بأن حقوق الإنسان في تلك البلاد تكاملت وتطورت تدريجياً حتّى بلغت هذا المبلغ، في حين أن الإسلام أتى بحقوق الإنسان في عصر الرسالة، خلال فترة لا تتجاوز 23 سنة.
ثانياً: أشار الباحث إلى نقطة أخرى، وهي أن الإعلان العالمي وما سبقه من مواثيق دولية كانت كلّها بعد حروب دامية مدمرة خاضها العالم وبعد ممارسات خاطئة، الأمر الذي دعا المصلحين الخائفين على انهيار المجتمعات الإنسانية إلى إعلان تلك المبادئ، مع أن الإسلام، نادى بتلك الحقوق في بداية تشريعه وقبل تجربة ممارسات سيئة، وأضيف هنا قولي:
إلاّ ما كانت شايعة بين العرب وساير الأمم حيث كانوا ـ كما يقول القرآن ـ على شفا حفرة من النار فأنقذهم الإسلام منها.
ثالثاً: إنّ الإسلام حينما أعلن حقوق الإنسان ضمن العمل بها وقد التزم بها رسول الإسلام وخلفاؤه بدقة تامة. أقول:
كان المناسب ذكر نموذج مما وقع بين النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وبين خصومه أو ما دار بين الخلفاء وقواد المعسكرات وبين أعدائهم. ثم أضاف الأستاذ:
مع أن الّذين أعلنوا حقوق الإنسان في الغرب هم الّذين انتهكوا حرمة لتك الحقوق الواحدة تلو الأخرى علماً بأن بعض هؤلاء، لا يتبناها إلاّ لتحقيق مصالحه وقد ذكر لذلك أمثلة مما حدث في العالم.
رابعاً: ذكر أن الحقوق في الإسلام جمعت بين ماله وما عليه متضمنة الحقوق الفردية والاجتماعية مما لا يوجد بهذا النحو من الكمال في غير الإسلام، ناشئة عن المقاصد الخمسة الضرورية التي يحتاجها الإنسان لأصل حياته، بل تجاوزها إلى الحاجيات مثل مكارم الأخلاق والفضائل مما يحتاجها الإنسان لسلامة حياته.
في حين أن الإعلان العالمي لا يشمل كثيراً من ذلك مثل ما يعلمه الإنسان مع نفسه أو مع خالقه أو بالنسبة إلى دينه ونحوها. وهذه نقطة مهمة في المقال.