ـ(69)ـ

كلمة أخيرة:

نوّه كورت فالدهايم السكرتير العام للام المتحدة سنة 1978م بأهمية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عند التصديق على الاتفاقين المكملين للإعلان، وعدد ما اشتمل عليه الإعلان من حقوق وقال "لا يزال الشيء الكثير ينتظر الإنجاز، فلا سبيل لتحقيق الغايات السامية الواردة في الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان إلاّ إذا تمّ الاعتراف الشامل بمبادئها وأسسها قانوناً، وروعيت عند الممارسة العملية، ومن حسن الطالع أن نؤكد تجربتنا خلال الثلاثين سنة الماضية جدارة المثل العليا الواردة في الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان وقابليتها الكاملة للتحقيق"(1).
ونقول: مع أهمية ما ورد في الإعلان من مبادئ إلاّ أن الأمم المتحدة هي أول من عمل على مخالفة هذا الميثاق مع المسلمين والدول الإسلاميّة كما في حرب إيران والعراق، وكما في أزمة الخليج، وفي الهجمة الوحشية التي قام بها الصربيون ضد المسلمين في البوسنة والهرسك، وكالت بأكثر من مكيال مخالف لحقوق الإنسان في كلّ أزمة أو اعتداء كان على المسلمين، وأصمت أمريكا أذنيها وأجبرت هيئة الأمم المتحدة على اتخاذ القرارات الحازمة ضد العرب والمسلمين ونفذتها ولم تنفذ أي قرار اتخذته ضد إسرائيل: هذا إذا اتخذته منذ أن قامت إسرائيل والى يومنا هذا لم تتخذ أي قرار ذي شأن ضد الصرب إلاّ بعد أن كاد الصربيون أن يقضوا على المسلمين في البوسنة والهرسك، وبعد أن قتلوا عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والرجال واعتقلوا عشرات الآلاف وشردوا أكثر من مليون وهدموا عشرات المدن والقرى وخربوا العاصمة سراييفو واعتدوا على الأعراض والأموال بوحشية وهمجية لم يقم بمثلها جنكيز خان. ومازالت هيئة الأمم تخرقه وتخالفه في كلّ أمر يتعلق بالعرب والمسلمين، منعاً لقوة المسلمين واستعادتهم مكانتهم بين الأمم.
__________________________________
1 ـ كتاب الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان صدر سنة 1978م بمناسبة الذكرى الثلاثين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.