ـ(58)ـ
على أولئك الّذين يمكثون في مكان الاضطهاد والأذى والتعذيب ولا يهاجرون إلى مكان أكثر أمنا لهم، جاء في القرآن الكريم "إنّ الّذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها"(1). فقد نعى عليهم عدم اللجوء إلى البلد الآمن، وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم لا صحابه بالهجرة إلى الحبشة فرارا بدينهم وابتعاداً عن الاضطهاد، كما هاجر هو وأصحابه إلى المدينة وأسس دولة فيها. ولم يكتف ـ الإسلام بتقرير حق اللجوء، بل طلب إلى الناس أن يقبلوا من يلجأ إليهم وجعل الثواب للاثنين، لمن هاجر فراراً بدينه وعقيدته هرباً من الاضطهاد، ولمن آوى هذا اللاجئ واحسن إليه: جاء في القرآن الكريم قول الله عز وجل "ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله"(2)، وقوله سبحانه"للفقراء المهاجرين الذي أخرجوا من ديارهم وأموالهم، يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون"(3)، ثم يمدح الّذين آووهم بقوله "والذين تبوأوا الدار والأيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"(4).
حقوق الأسرة:
نص الإعلان العالمي على حق الإنسان في الزواج وتكوين أسرة، ابتداء من سن البلوغ، ودون أي قيود وبغض النظر عن الجنس والدين، وتمتع الزوجين بحقوق متساوية فيما يتعلق بالرابطة الزوجية وتمتع الأسرة بحماية الدولة والمجتمع.
__________________________________
1 ـ سورة النساء: 97.
2 ـ سورة النساء: 100.
3ـ سورة الحشر: 8.
4 ـ سورة الحشر: 9.