ـ(45)ـ
بقوله لآدم: [إنّ لك ألا تجوع فيها ولا تعرى_ وأنك لاتظمؤ فيها ولاتضحى](1).
وقوله سبحانه [يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم](2)، وقول النبي محمّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: [الناس سواء كأسنان المشط](3).
واسمحوا لي أن ابدأ بتقرير نظر الإسلام في هذه الحقوق على النحو التالي:
في الحريات الأساسية:
1 ـ كرامة الإنسان:
الإنسان في نظر الإسلام مخلوق كرمه الله واستخلفه في الأرض لعمارتها، جاء في القرآن الكريم
[وصوركم فأحسن صوركم](4)،[لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم](5)، وقد سخر لـه ما في الكون كرامة لـه [ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة](6)، ولدق كرم الإسلام الإنسان فلم يفرق بين لون ولون، ولا بين جنس وجنس، وإنّما جعل التفاضل في العمل الصالح والأخلاق الفاضلة، قال سبحانه [إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم](7). ونطاق التكريم يتجلى في جميع الأحكام الشرعية التي تعطي الإنسان اعتباره واستعمال عقله وإبعاده عن مواطن الذلة والهوان.
__________________________________
1 ـ طه: 118 ـ 119.
2 ـ الحجرات: 13.
3 ـ رواه الخطيب البغدادي 7 : 57 وذكره ابن الجوزي في الموضوعات، ومعناه صحيح.
4 ـ سورة غافر:64.
5 ـ سورة التين:4.
6 ـ سورة لقمان:20.
7 ـ سورة الحجرات: 13.