ـ(227)ـ
أي تهديد.
إنّ المعيار الذي اتخذه الشاعر الشيعي في حياته، يسمو على كلّ ارتباط قبلي أو عشائري، فهو معيار رسالي نابع من التزامه بالإسلام وبسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، لا يبالي بسخط الساخطين أو لوم اللائمين يقول:
فيهم صرت للبعيد ابن عم واتهمت القريب أي اتهام
وتناولت من تناول بالغبة أعراضهم وقل اكتتامي
ورأيت الشريف في أعين الناس وضيعاً وقل فيه احتشامي
معلناً للمعلنين، مسراً للمسرين، غير دحض المقام
مبدياً صفحتي على المرقب المعلم بالله عزتي واعتصامي
ما أبالي إذا حفظت أبا القاسم فيهم ملامة اللوام
ما أبالي، ولن أبالي فيهم أبداً رغم ساخطين رغام
فهم شيعتي وقسمي من الأمة، حسبي من سائر الأقسام(1)
الخوارج كفروا الشاعر، والأمويون اعتبروه مسيئا مذنباً، ولم يسؤه ذلك، ولم يتراجع عن موقفه قط:
يشيرون بالأيدي إلي، وقولهم إلاّ خاب هذا والمشيرون أخيب
فطائفة قد كفرتني بحبكم وطائفة قالوا: مسيء ومذنب
فما ساءني تكفير هاتيك منهم ولا عيب هاتيك التي هي أعيب
يعيبونني من حبهم وضلالهم على حبكم، بل يسخرون وأعجب(2)
ولم يتعرض الشاعر الشيعي للسخط في عصر الأمويين فحسب، بل في عصر العباسيين أيضاً، لأن هذا الشعر قد أتجه إلى مقارعة الطواغيت، سواء كانوا من بني أمية، أم من بني هاشم من العباسيين، ولذلك كان الشاعر الشيعي دعبل في العصر العباسي
__________________________________
1 ـ شرح هاشميات الكميت: 35 ـ 37.
2 ـ المصدر السابق: 52 ـ 53.