ـ(221)ـ
موجودة بشكل وآخر في عالمنا الإسلامي مع شديد الأسف.
وكان للموالين لعلي مواقف مختلفة من هذه الخطة الأموية. منهم من انتهج طريق فضح هذه الخطة، وتوضيح خلفية هذا اللون من الدفاع عن الخلفاء الثلاثة، مؤكداً أن هؤلاء لا يمدحونهم حباً بهم، بل بغضاً لعلي، وبعضهم اندفع لبيان أفضلية علي بين صحابة رسول الله، وبعضهم بلغ به رد الفعل إلى درجة ثلب الخلفاء الثلاثة هذه مسألة هامة نحتاج إلى الوقوف عندها طويلاً، وإنّما أشرت إليها لأذكر أن "السيد" كان يستفز أحياناً بمدح الخلفاء فيفهم من خلال الظروف التي كان يعيشها، أن هذا المدح يستهدف طعناً بعلي فينبري للدفاع عن الإمام وأهل بيته.
من ذلك أن أحدهم استفزه ببيت يقول:
محمّد خير من يمشي على قدم ـــــ وصاحباه، وعثمان بن عفانا
فانتفض غاضباً يقول:
سائل قريشاً إذا ما كنت ذاعمه ـــــ من كان أبثتها في الدين أوتادا
من كان أعلمها علماً، وأحلمها ـــــ حلماً، وأصدقها قولاً وميعادا
إنّ يصدقوك فلن يعدوا أبا حسن ـــــ إنّ أنت لم تلق للأبرار حسادا(1)
ويركز السيد الحميري على المنطلق الرسالي في ولائه لعلي وآل بيت النبي، فيذكر تارة أنّه ينطلق في هذا الولاء من حديث رسول الله في غدير خم:
إذا أنا لم أحفظ وصاة محمّد ـــــــ ولا عهده يوم الغدير المؤكدا
فأني كمن يشري الضلالة بالهدى ــــــ تنصر من بعد التقى، وتهودا
ومالي وتيم، أو عدي، وإنّما ـــــــ أولوا نعمتي في الله من آل أحمدا
تتم صلاتي بالصلاة عليهم ـــــــ وليست صلاتي بعد أن أتشهدا
بكاملة إنّ لم أصل عليهم ـــــــ وأدع لهم رباً كريماً ممجد (2)
__________________________________
1 ـ الأغاني 7: 266.
2 ـ من الغديريات التي ذكرها العلامة الأميني في كتاب الغدير 2: 215، وانظر الأغاني 7: 17 ـ 18، وحديث الغدير متواتر لدى أهل السنة والشيعة، لكن بعض الباحثين المحدثين قال: إنه من الأحاديث الخاصة بالشيعة.