ـ(186)ـ
إنّ من أقوى العوامل التي تؤذن بزوال أمة واندثارها هو تفرق أفرادها وتجمعهم في مذاهب وشيع وأحزاب: "كلّ حزب بما لديهم فرحون."
إنّ المذاهب الإسلاميّة كافة ـ من سنية وشيعية ـ متفقة على أركان الإيمان وأركان الإسلام التي هي أصول الدين، وفيما عدا هذه الأصول لا تثريب على المسلمين إذا اختلفوا، فالاختلاف سنة من سنن الاجتماع، وإنّما التثريب عليهم أن يتخاصموا بسبب تعدد مذاهبهم، ويتنازعوا ويتقاتلوا في عصر تنشط أمم الأرض إلى الترابط والتعاون والتناصر ليسند بعضها بعضاً ويدفع بعضها عن بعض ويكون بعضها في خدمة بعض. ونحن المسلمين أولى بهذا منهم، اعتمادا على ما يشد بعضنا إلى بعض من وشائج كبيرة، تأتي طليعتها وشيجة الأخوة الإسلاميّة التي لا تعترف بالفرق والشيع والمذاهب: "إنّما المؤمنون أخوة، فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون".