ـ(156)ـ
وهنا يسجل الوحيد البهبهاني على ذلك: أن كثيراً من مصنفي الأصحاب، وأصحاب الأصول كانوا ينتحلون المذاهب الفاسدة: كالواقفية، والفطحية، ويضيف الوحيد (رض): ولكن الظاهر أن كون الرجل صاحب أصل يفيد حسناً لا الحسن الاصطلاحي (1).
لذا ينبغي التوفيق، بين ما ذكر، وبين ما ذكره صاحب الذريعة من أن قول أئمة الرجال في ترجمة أحدهم: أن لـه أصلا يعد من ألفاظ المدح يجب حمله على ما أفاده الوحيد بمعنى أنّه يكشف عن وجود مزايا شخصية فيه، من الضبط، والحفظ، والتحرز عن بواعث النسيان، والاشتباه، والتحفظ عن موجبات الغلط، والسهو، لا بمعنى وثاقته وعدالته وصحة مذهبه(2).
الخاتمة
ونود الإشارة في الخاتمة إلى ما يلي:
1 ـ الأصول الحديثية هي غير الأصول الرجالية المشهورة كرجال الكشي وفهرست الشيخ الطوسي ورجاله، ورجال النجاشي، لذا فهي لم تدخل في بحثنا المختصر هذا.
2 ـ لازالت مسألة الأصول الحديثية بحاجة إلى دراسات جدية أكثر، وموسعة من جهة أخرى، وقد لاحظت على كتابات المحدثين المحاكاة الحرفية تقريباً لما كتبة الأقدمون.
3 ـ أقترح أن يكون هناك، مشروع، موسع للبحث في أسماء أصحاب الأصول، ودراسة المتون، ولا سيما المتشابهة منها، والمتعارضة ظاهرياً، إضافة إلى
__________________________________
1 ـ الفوائد الرجالية ص: 36.
2 ـ كليات في علم الرجال ص: 486.