ـ(146)ـ
تعرض إليه الشيعة في العصر العباسي المظلم، وما تلتها من موجات الحقد على الفكر، والعلماء، قد عرضت العديد من المكتبات بمخطوطاتها الثمينة إلى حرق، وغرق، منها: مكتبة شيخ الطائفة الطوسي (ره).
أن هذه الأصول لم يكن لها ترتيب خاص لأن أغلبها جاءت على شكل أجوبة لمسائل، أو من املاءات المجالس.
وقد عمد أصحاب الأصول الحديثية إلى نقل روايات هذه الأصول مرتبة، مبوبة، منقحة تسهيلاً للتناول، والانتفاع، وبسبب ذلك قلت الرغبة في استنساخ أعيانها، وضاعت النسخ القديمة تدريجياً.
وكان قسم من تلك الأصول باقياً بالصورة الأولية إلى عهد ابن إدريس الحلي ت 598 هـ.
والأصل يتضمن، ويتصف بمسألتين:
1 ـ الرواية المروية عن المعصوم مباشرة، أو بواسطة واحدة.
2 ـ الأصول تتصف بأنها معتمدة، ومعتبرة.
وليس كلّ كتاب معتمد، أو معتبر يكون أصلاً، ومما يؤيد أن معنى الأصل أخذ فيه وصف الاعتماد أنّه لم يوصف أحد من هذه الأصول بالضعف أصلاً إلاّ شاذاً شديد الشذوذ كالحسن بن صالح بن حسن مثلاً(1).
وبين الأصل، وبين الكتاب، والمصنف، والنوادر توجد فروق، فالكتاب أعم من الأصل، والمصنف، والنوادر، والنسبة بين الأصل، والنوادر هي: التباين ظاهراً، وإن لم يكن احتمال نسبة العموم والخصوص من وجه بينهما ببعيد(2).
ولمزيد من الإطلاع، فليراجع تلخيص مقباس الهداية للمامقاني(3).
وهذه الأصول موجودة كلها، فقسم منها بالهيئة التركيبية الأولية التي وجدت موادها بها، والبقية باقية بموادها الأصلية بلا زيادة، ولا نقيصة حرف ضمن
__________________________________
1 ـ بحوث في علوم الرجال ـ محمّد آصف المحسني ـ ط 2 ص: 165 ـ 166.
2 ـ كليات في علم الرجال ـ جعفر سبحاني ص 474 ـ 480.
3 ـ صفحة: 159 ـ 160.