ـ(11)ـ
عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان أكبر ولد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، القاسم ثم زينب ثم عبدالله ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية، فمات القاسم وهو أول ميت من ولده بمكة ثم مات عبدالله، فقال العاص بن وائل السهمي، قد انقطع نسله، فهو أبتر، فأنزل الله [إنّ شانئك هو الأبتر](1).
وعنه أخرج الزبير بن بكار وابن عساكر عن جعفر بن محمّد عن أبيه قال: توفي القاسم ابن رسول الله بمكة، فمر رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وهو آت من جنازته على العاص بن وائل وابنه عمرو فقال حين رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : إني لأشنؤه فقال العاص بن وائل: لا جرم لقد أصبح أبتر فأنزل الله [إنّ شانئك هو الأبتر](2).
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: كانت قريش تقول: إذا مات ذكور الرجل: بتر فلان، فلما مات ولد النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال العاص بن وائل: بتر محمّد، فنزلت(3).
وأخرج البيهقي في الدلائل مثله عن محمّد بن علي، وسمى الولد القاسم، وأخرج عن مجاهد قال: نزلت في العاص بن وائل وذلك أنّه قال: أنا شانئ محمّد (4).
وهكذا يكون السفهاء الّذين كادوا النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بكيدهم اللئيم الصغير كما ذكرت الروايات هم: العاص بن وائل السهمي وابنه عمرو وعقبة بن أبي معيط، وأبو لهب وأبو جهل والوليد بن المغيرة وغيرهم، إلاّ أن المتحدثين كانا العاص وابنه.
__________________________________
1 ـ الدر المنثور في تفسير سورة الكوثر.
2 ـ الميزان في تفسير سورة الكوثر.
3 ـ تفسير الجلالين ـ سورة الكوثر ـ طبعة بيروت ـ والميزان ج 20 ص 372.
4 ـ تفسير الجلالين ـ سورة الكوثر ـ طبعة بيروت ـ والميزان ج 20 ص 372.