ـ(97)ـ
إضافة إلى الكتب الحديثية الأخرى: الصحاح، والمسانيد، والسنن، والمصنفات.. وقد دونوا فيها ما ورد عن الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ، والأئمة ـ عليهم السلام ـ من الأحاديث في كافة شؤون الحياة المتنوعة.
ولم تقف عنايتهم بالحديث على روايته وتدوينه فقط، بل تشبثوا بكل وسيلة للمحافظة عليه وصيانته من التحريف، فانتهوا إلى تأسيس قواعد تسمى "بعلوم الحديث"، كان لها دور إيجابي في حفظ تراثنا الحديثي، وساهمت مساهمة فعالة في تأكيد العلمية والموضوعية في دراسة الحديث والتفقه به(1). حتّى قيل إنه لم ينقض القرن الأول إلاّ وقد وجدت أنواع من علوم (2) لحديث، منها:
1 ـ الحديث المرفوع.
2 ـ الحديث الموقوف.
3 ـ الحديث المقطوع.
4 ـ الحديث المتصل.
5 ـ الحديث المرسل.
6 ـ الحديث المنقطع.
7 ـ الحديث المدلس.
وتطورت علوم الحديث بعد ذلك تطوراً هائلاً، حتّى عد ابن الصلاح، المتوفى سنه 643 هـ خمسة وستين نوعاً منها، ثم قال: "وذلك آخرها، وليس بآخر الممكن في ذلك، فإنه قابل للتنويع إلى ما لا يحصى..." (3).
__________________________________
1 ـ للتفصيل: راجع دراستنا "علوم الحديث.. نشأتها وتطورها"، مجلة الفكر الجديد، لندن، دار الإسلام، س 1 ع 3، أيلول 1992 م: 73.
2 ـ منهج النقد في علوم الحديث، الدكتور عنتر نور الدين، دمشق، دار الفكر، ط 3: 57.
3 ـ ابن الصلاح، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري، علوم الحديث (المشهور بمقدمة ابن الصلاح)، تحقيق الدكتور نور الدين عنتر، دمشق، دار الفكر، ص 11.