ـ(95)ـ
الحديث الصحيح
الأستاذ ماجد الغرباوي (_)
استأثرت السنة(1) الشريفة باهتمام المسلمين منذ وقت مبكر جداً، فحظيت بالمرتبة الثانية بعد القرآن الكريم في سلم أو لوياتهم؛ باعتبارها المصدر الثاني للتشريع، بل أهم المصادر وأغناها مطلقاً، لتوافرها على ثروة طائلة من النصوص التشريعية والأخلاقية، التي استغرقت في بيان الحكم الشرعي وتفصيله.
فحاجة الفقيه إليها تفوق حاجته إلى المصادر الأخرى: القرآن، الإجماع، العقل.
أما آيات الأحكام في القرآن الكريم: فهي بالإضافة إلى كونها محدودة العدد ولا تفي بحاجة الفقيه، لتزايد حاجة الإنسان المستمرة إلى الأحكام، فإنها لا يمكن الاستقلال بها في استنباط الحكم الشرعي، إلاّ إذا كانت صريحة في موردها، و إلاّ فهي تلتئم مع السنة في بيان الحكم الشرعي؛ لأنها إما مجملة تفسر بالسنة أو مطلقة تقيد بها، أو عامة تخصص بها.
وأما الإجماع الحجة، فلم يثبت إلاّ في موارد محدودة، لغلبة استناد المجمعين
__________________________________
1 ـ قول المعصوم وفعله وتقريره. (_) كاتب إسلامي ـ العراق.