ـ(87)ـ
أوّلاً: الدعوة إلى زج الأمة الإسلاميّة في حركة جهادية واحدة.
إنّ الشهيد الصدر قدس سره كان يرى ضرورة زج الأمة المسلمة في حركة جهادية، تقف فيها وجهاً لوجه أمام قوى الكفر العالمي. وكان (رضي الله عنه) يرى ضرورة تصدي علماء الأمة ومفكريها وطليعتها وجماهيرها لقوى ومخططات الاستكبار العالمي.
إننا نجد في نداءات الإمام الشهيد قدس سره ما يعبر عن هذا الاتجاه بوضوح ن فقد قال قدس سره موجهاً نداءه إلى الشعب العراقي بعد احتدام المواجهة مع عملاء الاستكبار العالمي: قال (أيها الشعب العراقي إني أخاطبك في هذه اللحظة العصيبة من محنتك وحياتك الجهادية بكل فئاتك وطوائفك، بعربك وأكرادك، بسنتك وشيعتك، لأن المحنة لا تختص مذهباً دون آخر ولا قومية دون أخرى. وكما أن المحنة هي محنة كلّ الشعب العراقي فيجب أن يكون الموقف الجهادي والرد البطولي والتلاحم النضالي هو واقع كلّ الشعب العراقي.."(1).
وقال (رضي الله عنه) في موطن آخر:
"إنّ الطاغوت وأولياءه يحاولون أن يوحوا إلى أبنائنا البررة من السنة، أن المسألة مسألة شيعة وسنة، ليفصلوا السنة عن معركتهم الحقيقية ضد العدو المشترك.."(2).
وفي ضوء ذلك كله: فإن الأمة المسلمة ـ بجميع طوائفها ومذاهبها ومفكريها عندما يكونون في خندق واحد إزاء قوى الاستكبار العالمي، فإن ذلك من شأنه بالضرورة أن يخلق حالة من التقارب والوحدة، ويكون كفيلاً بتذويب الجليد وردم الهوة.
إنّ الشعور بالمصير المشترك، والوقوف في وجه العدو المشترك (كأمة واحدة) لـه أعمق الأثر في إحداث وعي عميق بضرورة تقليص أسباب الخلاف والاختلاف والارتقاء إلى حالة الانسجام والألفة.
ومما ينبغي ملاحظته في هذا الصدد، أن الإمام الشهيد الصدر قدس سره عندما يطرح
__________________________________
1 ـ مباحث الأصول الحائري: 151.
2 ـ المصدر السابق: 151.