ـ(82)ـ
الأوائل (1) من أمثال الشيخ جمال الدين، وتلميذه الإمام الشيخ محمّد عبده بإصدار النداءات، وحث الأمة على ضرورة التمسك بالوحدة.
وعلى الرغم من أهمية ذلك في تلك الأوقات والأزمان، إلاّ أن انشغال الشيخ وتلميذه بالحركة الإصلاحية العامة في أوساط الأمة ربما حال دون طرح برنامج محدد في هذا الصدد. وقد حصل ببركة تلك الحركة الإصلاحية تطور مهم، عندما تصدى مجموعة من العلماء من مختلف المذاهب، وتنادوا لتأسيس دار ومنتدى في القاهرة، يهتم بمشروع التقريب بين المذاهب فتم تأسيس (دار التقريب في القاهرة)، ونتج عن ذلك إنجاز مهم تمثل في استقطاب أبرز الشخصيات العلمية والفكرية الإسلاميّة (2) من أمثال المرجع الديني الإمام البروجردي، والإمام محمّد الحسين كاشف الغطاء، والإمام السيد شرف الدين الموسوي وكلهم من الشيعة. كما استقطب علماء الأزهر الكبار من أمثال الشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ محمّد أبو زهرة، ثم شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمود شلتوت الذي عبر عن جديته وحماسه بإصدار فتواه الشهيرة (3) بصحة التعبد على مذهب الإمامية الاثني عشرية. وقد تم إدخال دراسة الفقه الإمامي في برامج التدريس في الأزهر الشريف (4). وتمخض عن (دار التقريب) مجلة علمية رصينة هي (رسالة الإسلام)، كانت
__________________________________
1 ـ رسالة الإسلام العدد الثاني السنة الأولى 1368 هـ / 1949 م ـ إصدار دار التقريب كلمة التحرير محمّد محمّد المدني.
2 ـ راجع مجلة (رسالة الإسلام) الطبعة الجديدة ـ إصدار مجمع البحوث الإسلاميّة للأستانة الرضوية، ومجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة ـ مؤسسة النشر في الأستانة الرضوية 1411 هـ المقدسة بقلم الشيخ محمّد آيت الله واعظ زاده خراسانى الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب.
3 ـ مجلة رسالة التقريب العدد الأول ص 129. قال فضيلة العلامة الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر "إنّ مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية، مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر المذاهب السنية" وراجع نص الرسالة في إيران من الداخل فهمي هويدي ص 327.
4 ـ راجع إيران من الداخل فهمي هويدي ص 330 نشر مركز الأهرام للترجمة والنشر / ط 3 / 1949م.
وكان آخر عدد قد صدر في رمضان / 1392 هـ / 1972 م.