ـ(211)ـ
فهم في السرى لم يبرحوا من مكانهم وما ظعنوا في السير عنه وقد كلوا (1).
وهذا أيضاً يكشف دعوى من يدع الحب والوصال دون العمل، وبذلك الجهد والمجاهدة في هذا السبيل الطويل والدرب الشاق مع قلة الزاد، راجياً من حبه الخالي وأمانيه الكاذبة لله ولأهل الله ـ تبارك اسمه ـ أن ينجيه من عقبات يوم القيامة ومن جهنم ولظى، ناسياً أن هذا السير وهذا الدرب لن تبلغ نهايته، ولا يوصل إلى غايته إلاّ بالعلم والعمل والإخلاص والصدق في المواطن وترك الهوى والشبهات.
قال أبو حفص عمر بن الفارض في ذلك:
ونهج سبيلي واضح لمن اهتدى ولكنها الأهواء عمت فأعمت (2).
__________________________________
1 ـ جلاء الغامض في شرح ديوان ابن الفارض لأمين الخوري: 157.
2 ـ المصدر السابق: 73.