ـ(144)ـ
لنا أمر وأدهى من إسرائيل ؟! ومن خلق وأنشأ دولة إسرائيل ؟! نعم، تقول أمريكا بلسان الحال الذي هو أبلغ من لسان المقال: أعطيكم السلاح على أن يقاتل بعضكم بعضا ً حتّى تهلكوا جميعاً)(1).

نظرته للأمة وأسباب تدهورها وسر انتصارها:
نبه نظرته الشيخ رحمه الله الأمة الإسلاميّة على ضرورة الاستقلال وعدم الميل للشرق أو الغرب، حيث يقول: فلسنا مع اليمين ولا مع اليسار، بل جعلنا الله [أمة وسطا](2).
[شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية] (3)، وهذا من أهداف الإسلام ومثله العليا)(4).
كما يشير الإمام كاشف الغطاء إلى ثلاثة شياطين أو عفاريت ـ حسب تعبيره ـ تكيد للإسلام والمسلمين، وتخطط لإمرار مشاريعها المنحرفة، وهذه الشياطين هي الشيوعية، والصهيونية والاستعمار.
يصرح الشيخ المجاهد بأن اختلاف كلمة المسلمين وعدم توحدهم هو السبب الرئيسي لتدهورهم على مر العصور، ويستشهد بالأمثلة التاريخية التالية:
1 ـ سبب حدوث الحرب الصليبية.
2 ـ غلبة المغول والتتر على الممالك الإسلاميّة.
3 ـ الاستعمار الأوروبي للبلاد الإسلاميّة.
4 ـ (إنّ اختلاف دول العرب هو الذي أدى إلى الكارثة ولا يتمكن العرب من إيقاف نمو إسرائيل أو القضاء عليها إلاّ بتضامنهم واتحادهم...)(5).
ويلفت الشيخ أنظار المسلمين إلى سر انتصار المسلمين بوحدتهم وتكاتفهم، فيقول: (عرفنا أن الداء العضال والمرض القتال إنّما هو: التفرقة الناشئة من توغل
__________________________________
1 ـ المثل العليا في الإسلام لا في يحمدون: 20.
2 ـ البقرة: 143.
3 ـ النور: 35.
4 ـ المثل العليا: 18.
5 ـ الحجرات: 13.