ـ(122)ـ
والعرض والموازنة، ونحن نرى انهيار المجتمعات الغربية وتفسخها وتآكلها في داخلها، على الرغم من القشرة الصلبة التي تغلفها قوة السياسية والتقدم العلمي..
إنّ من واجبنا: أن نتعامل مع العلم والكون، وأن ندفع أبناءنا إلى العمل في بلادنا، وأن نحول دون هجرة الكفاءات العلمية والثقافية إلى الغرب. وأن نعمل على بناء ذاتنا في داخلنا، فأي محاولة لنشر حضارتنا وثقافتنا في العالم لا يمكن أن تؤتي ثمراتها مالم يكن العالم الإسلامي ـ حكومات وشعوباً ـ علماء ومفكرين، عاملين في داخلنا أوّلاً...
ومن هنا، إذ نبارك الخطوات الطيبة التي تقوم بها بعض الحكومات الإسلاميّة، وفي طليعتها الجمهورية الإسلاميّة في إيران، لتقوية الإيمان والتمسك بالحضارة الإسلاميّة، والثقافة الإسلاميّة وبناء الذات.
ويسرنا أن نقترح على هذا المؤتمر ما يلي:
أوّلاً: إيجاد هيئة دائمة لهذا المؤتمر، تستمر في نشر الحضارة والثقافة الإسلاميتين، وتزوده بالمال والكوادر اللازمة. وتتكون هذه الهيئة من شخصيات إسلامية من داخل إيران ومن العالم الإسلامي، تتابع تحقيق توصيات المؤتمر.
ثانياً: الاتصال المستمر مع الهيئات والمراكز الإسلاميّة للتنسيق فيما بينها والتعاون المستمر.
ثالثاً: تقوم هذه الهيئة بالاتصال بالحكومات في العالم الإسلامي؛ للعمل معها على نشر الحضارة والثقافة الإسلاميتين.
رابعاً: وضع برنامج عملي محدد لعمل هذه الهيئة.
وأخيراً: فنحن نؤمن بالمستقبل لحضارة الإسلام وثقافته أن تسود، ونؤمن بأن الأمة الإسلاميّة ستستعيد صدارة القيادة للعالم، وصدق الله تعالى: [إنّا نحن نزلنا الذكر و إنّا لـه لحافظون](1)
[سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبين لهم أنّه الحق أو لم يكف بربك أنّه على كلّ شيء شهيد](2).
__________________________________
1 ـ الحجر: 9.
2 ـ فصلت: 53.