ـ(69)ـ
الإسلاميّة، ولا حتى كشف الحقيقة فيها. إنّ الجدل والخصومة آفة التحقيق والدراسة، وغالباً لا تؤلف أمثال هذه الكتب للعلماء والدارسين وذوي الخبرة المختصين، فلا يراعى فيها منهجية البحث العلمي، بل تكتب للعامة والجماهير المتأثرة بالعواطف الجوفاء والدعاوى الخلابة والشعارات الحماسية ويجوز المؤلف لنفسه أنّ يتهم خصمه أو يخفي جانباً من الحقيقة حول مذهبه، ويحتال الوقيعة فيه.
ولكن الباحث الموضوعي الأمين في موضوعات الكلام المقارن همه عرض الآراء المتضاربة، ودراسة المحاولات الفكرية والجهود المبذولة لحل المشاكل النظرية، وإن سنح لـه أنّ يقوم بالنقد والرد أو التأييد فإنّمّا يجعله في فصل آخر مميزاً بين النقل والتضعيف، ومحاولا أن يبين وجهة نظر صاحب الرأي وأدلته أولاً، ثم ينقدها ثانياً.
المنهج الخاص في الكلام المقارن:
في هذا النوع من الدراسة يقوم الباحث بالأعمال التالية:
1 ـ طرح المسألة أو المشكل بصورة واضحة.
2 ـ الحبث عن آراء الفرق والمذاهب الإسلاميّة في مصادرهم الموثوقة والمعترف بها عندهم.
3 ـ سرد هذه الآراء مع ذكر المصادر والوثائق اللازمة.
4 ـ التصريح بأدلة كل مذهب وفرقة.
5 ـ ذكر التطورات التي حدثت في عقائد الفرق والمذاهب، وحدوث الآراء وتبدلها لديهم.
6 ـ الإيعاز إلى المعتقد الراهن القائم الموجود عندهم في عصرنا هذا، وذكر جغرافية المذهب ومناهجه.
7 ـ إفراز النقد العلمي عن النقل الأمين، ومجانبة الهوى والتعصب في النقل.
هذا الطريق يجب على البحاثة الكلامي أنّ يسلكه حتى يستطيع أنّ يقوم بإنجاز في مجال الفكر الإسلامي الثري.