ـ(208)ـ
الأديان السماوية الثلاثة: (اليهودية، والمسيحية، والإسلام).كما أنّه الجد الأعلى لأنبياء هذه الأديان الثلاثة أيضاً.
فإنّ الصهاينة لم يتورعوا من هتك أية حرمة لأنبياء الله ومقدسات الأديان السماوية.
إنّ استيلاء مثل هذه العناصر على الأرض المقدسة لينذر بالخطر معتنقي الأديان الثلاثة المخلصين. ولذا فإن هذه المصيبة إنّمّا هي فادحة وفاجعة لهم جميعاً، وعلى معتنقي هذه الأديان الثلاثة أنّ يتحدوا يداً بيد؛ ليخلصوا أرضهم وأماكنهم المقدسة هذه من مخالب تلك الفئة الدموية التي لا دين لها، وأن لا يكتفوا بإظهار التأثر والأسف وإدانتها فحسب.
إنّ هذه الفاجعة الفادحة لتلهم المسلمين درس عبرة مرة أخرى؛ ليرفعوا أيديهم عن التفرقة والضعف، والإغضاء عن كلّ ما يفرقهم. وأن يثوبوا إلى رشدهم، وينضووا تحت راية التوحيد ولواء القرآن المقدسين بصفوفهم المتراصة كالبنيان المرصوص، وليدافعوا عن إخوانهم وأخواتهم المسلمين، ويصونوا نواميسهم وأرواحهم وكراماتهم وأموالهم. فهم كما قال قائد الثورة الإسلاميّة (يتربص بهم الأعداء في كلّ مكان).
أجل، يبدو أنّ أعداء الإسلام وخاصة الجبهة الصليبية والصهيونية المتحدة قد تآزرت لاستئصال شجرة الإسلام الثابتة الراسخة، وأصبح الإسلام العزيز ـ الغريب اليوم ـ بحاجةٍ ماسة إلى نصرة المسلمين الجماعية.
إنّ على المسلمين أنّ يكونوا حذرين، وأن لا ينخدعوا بتضليل الأدعياء المنادين بحقوق البشر، والذين هم حماة وظهراء لنقض حقوق البشر. كما عليهم أنّ لا يغرروا بهيئة الأمم المتحدة والمحافل الدولية ممن كان ولا يزال رأيهم: الإسراع إلى نصرة الظالم بدلاً من نصرتهم المظلوم، وهم يسعون سعياً حثيثاً أنّ لا يظهروا الجرائم النكراء بمظهرها المفجع، بل يبدونها وكأنها لا تعد شيئاً ذا بال، كما هي الحال بالنسبة إلى الجريمة التي حدثت في مدينة الخليل، فزعموا أنّ المسؤول عن ارتكاب تلك المجازر رجل واحد، وأن "مئات" الضحايا من القتلى والجرحى هم نزر يسير!
كما أثبتت هذه الفاجعة وعشرات ـ بل مئات ـ الجرائم الأخرى أنّ أسطورة