ـ(202)ـ
إيران: (هذه مشكلة العرب مع اليهود لا شأن لنا فيها) فلم يكونوا يسمعون صرخات المسلمين والعلماء من أنها إسلامية، بحجة أنّ العرب يعدونها مسألة عربية.
وأمثال هؤلاء المسؤولين من العرب وغيرهم لا يزالون يطيقون استماع صرخات هؤلاء الشباب والأطفال المحاربين بالحجارة داخل الأرض المحتلة وهتافاتهم: "الله أكبر" "نحن مسلمون"، ولا أنّ يروا في الإذاعة المرئية صلاتهم حول المسجد الأقصى؛ لأن ذلك سوف يمثل إسلامية القضية، فتأخذ العذر من أيديهم.
ثانياً: حتى العرب أنفسهم الذين احتكروا المسألة بحجة أنها عربية، وأنها مسألتهم دون سائر المسلمين لا يتفقون على كلمة واحدة، ولم يسخروا إمكانياتهم ضد العدو، ولم يقفوا صفاً واحداً، فبدلاً من ذلك كله افترقوا أحزاباً وشعوباً يهاجم بعضهم بعضاً، عسكرياً وإعلامياً، لا لشيء إلاّ لصالحهم ولصالح العدو، فلم يرغبوا في إعداد العدة والعدد وأن يجهزوا أنفسهم للمعركة، لاهم ولا سائر المسلمين، ولم يمتثلوا أمر ربهم حيث يقول: [وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم](1) فعندهم الذهب الأسود ـ النفط ـ الغزير الذي هو شريان حياة الأعداء، فلم يستفيدوا من هذه القوة الهائلة التي هي أقوى بكثير من رباط الخيل ومن أي قوة توجد في العالم.
كما أنهم لم يهتموا بقول ربهم: [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء](2) وما بمعناه في الكتاب والسنة.
فمن منهم لا يتخذ أعداء الله أولياء، ولا يميل إلى اليمين أو الشمال ـ وقد سقط بحمد الله ـ ولا يعتمد ولا يستنصر بالأعداء ـ سوى النزر اليسير ـ، ولا يركع لصنم منهم ولا يسجد ؟ وبعضهم لا يأكل ولا يشرب إلاّ بإذنه ! ومن خفي عليه هذا فليس لـه الدخول في المعارك السياسية وإظهار الرأي فيها.
والعجب كلّ العجب صمت بعض العلماء عن هؤلاء الركع السجود أمام الأصنام الطواغيت والمشركين ! ثم ينادي ويحكم بكفر وشرك أولئك المسلمين المساكين الذين
__________________________________
1 ـ الأنفال: 60.
2 ـ المائدة: 51.