ـ(183)ـ
الأكثر، وبالتالي فهو وحده سيكون مسؤولاً عن رأيه.
وأخيراً: فإن استعراض فصول الكتاب ومباحثه سيقود إلى معطيات أكبر وأكبر.
ويبقى بعد ذلك: أنّ هذه الأطروحة التي قدمها سماحة العلامة الحكيم ينبغي أنّ يكون منهجها منهجاً نترسمه في دراساتنا وبحوثنا؛ لتجيء كذلك يانعة الثمرات طيبة النتائج، وأجد من المناسب هنا أنّ أدعو كلّ الاخوة الباحثين في مجال الفقه الإسلامي المقارن، حتى يلتزموا أصول الموازنة من جهة، والى أنّ يكون إيراد الآراء التي يذهب إليها فقهاء المذاهب الإسلاميّة على نحو اتجاهات في الفقه، وسوف يتبين كيف أنّ المسلمين يتفقون أكثر مما يختلفون، وأنه كثيراً ما يتفق الجعفري، والشافعي، والحنفي ـ مثلاً ـ، على رأي، كما قد يتفق الحنبلي المالكي والزيدي والظاهري على رأي آخر. وبهذا سيظهر للجميع أنّ التقارب حقيقة موضوعية قائمة، فكما هي في الأصول كذلك هي في الفروع، فتتعزز الثقة، ويسود التفاهم والاحترام، ويتحقق الانسجام والتوافق إنّ شاء الله تعالى.

عن الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ قال:
"إنّمّا علينا أنّ نلقي إليكم الأصول، وعليكم أنّ تفرعوا" بحار الأنوار 2: 245