ـ(170)ـ
الكتب التخصصية في مواضيع تتعلق بالتربية والتعليم.
فقد ترك العلماء المسلمون في حقل التربية والتعليم آثاراً قيمةً يستحق كلّ منها أنّ نقف عنده طويلاً، ونتعمق في محتواه. ومع أنّ كثيراً من هذه الكتب والآثار قد عفى عليه الدهر، وكثيراً منها لا يزال في رفوف المخطوطات ولم يسلط عليه الضوء حتى الآن، فإن ما بقي منها وما هو متاح يستطيع إلى حد كبير أنّ يلبي حاجة التربية والتعليم وهذه الآثار المتبقية تستطيع ـ إضافة إلى سد حاجة العالم الإسلامي في تدوين كتب التربية والتعليم ـ أنّ تسد حاجة جميع المجتمعات الإنسانية في مجال التربية والتعليم.
لقد دون العلماء المسلمون منذ أقدم العصور كتباً مفردة ومستقلة في التربية والتعليم، ولهم في ذلك قصب السبق، وتواصلت جهودهم الجبارة على مدى القرون والأعصار، ولاسيما القرن الثامن من الهجرة.
ففي القرون الوسطى ـ يوم كان الغرب غائصاً في أوحال الجهل والهمجية والتوحش وعدم المعرفة ـ ظهر أمثال أبي عبدالله محمّد بن سحنون المغربي بكتابه حول التربية والتعليم، وقد استقى محتوياته من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
وما دونه المسلمون من كتب مستقلة في حقل التربية والتعليم يبلغ في كثرته وتوعه حداً لافتاً للنظر.أضف إلى هذه الكتب الكتب التي لم تُدوّن تحت عنوان التربية والتعليم أو ما يشابهه، ولكنها تحتوي على موضوعات قيمة كثيرة في التربية والتعليم.
ونذكر أدناه نماذج من الكتب التي استقلت في التربية والتعليم حسب ترتيب القرون.
1 ـ الترغيب في العلم، لأبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني المصري ـ م 175ت 264 ـ في القرن الثالث من الهجرة.
2 ـ آداب المعلمين فيما دون ابن كنون، عن أبيه، لأبي عبدالله محمّد بن سحنون المغربي ـ ت 156 ـ في القرن الثالث من الهجرة.
3 ـ مختصر كتاب العالم والمتعلم، لمحمد بن عمر السمرقندي ـ ت 280 ـ في القرن