ـ(137)ـ
الذي يمتد من طنجة إلى كراتشي. إنّ الإسلام ذو حضارةٍ وثقافةٍ، وهو جدير بأن يكون الوارث لنا، فإذا تحالف مع الصين فإنه لن يوجد أحد يوقف المسلمين عند بولتييه)(1).
وقد جاء في أحد التقارير السرية التي كتبها سفير أمريكا في دولة أفريقية، منبهاً عن خطر الإسلام المنبعث عن الجمهورية الإسلاميّة في إيران جاء فيه: (أنّ عمامة بيضاء في هذا البلد أخطر من قنبلة ذرية)(2).
إنّ الاستعماريين يخشون من نهضة إسلامية أخرى في بلد إسلامي آخر غير إيران الإسلام؛ ولذلك كانت سياستهم تريد أنّ توقف هذا المد الإسلامي والانقضاض على هذه النهضة، كما كانت ترمي إلى السيطرة المطلقة على البلاد الواقعة تحت قبضتها: السيطرة الثقافية والدينية والقضائية، ولكي تصل إلى تحقيق ذلك كانت تعمل بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة. فكل ما يوصل إلى تحقيق هدفهم هو القضاء على الوجود الإسلامي.
إنّ كثيراً من الذين كانوا يجهلون الأفكار القومية القائمة على الإلحاد ومقاومة دين الإسلام في باطن أمرها، والقائمة على التبعية السرية لدول أعداء الإسلام اتبعوا دعاة القومية الذين حملوا راياتهم وناصرو هم ودافعوا عنهم وأيدوهم في كل موقع حملوا معهم شعار القومية.
إنّ معرفة العدو تعد أمراً واجباً، وفرضاً لازماً على كل مسلم حتى نقف على شخصية عدونا وأسلوب تفكيره، والأغراض التي ينوي تحقيقها من خلال مهاجمة الإسلام، كما أنّ معرفته تكشف لنا عن مخططات التغريب، وأشكال المسخ الحضاري، وأساليب الانسلاخ؛ كيلا تتأثر بها أجيال أمتنا الإسلاميّة وخصوصاً الشباب.
فالشباب اليوم هم الهدف؛ لأنهم النخبة الخيرة في المجتمع الإسلامي، ولابد أنّ يكونوا على حذر لمواجهة الأخطار الموجهة إليهم، فالهجمة الشرسة على الإسلام والعداء المستحكم للمسلمين هو امتداد للحروب الصليبية في ديار الشام والأندلس والمغرب العربي. وكذلك التشكيك في التشريعات الإسلاميّة وعدم قدرتها على ملاءمة متطلبات الحياة الحاضرة، بحجة ان العصر قد تطور، وتعاليم الإسلام لا تشمل ما جد فيه، ولكن
__________________________________
1ـ مالم يُقل عن ديغول، تأليف هنري جادفيك بريسيليان الأفيلي: 227.
2ـ مجلة الدعوة في ليبيا، العدد 109، السنة الثانية: 70.