ـ(11)ـ
أصبحت "الدعاية" فيه فناً من فنون الإعلام، تجند لـه أعقد التنظيمات البشرية وأحدث التقنيات ؟!
وشخصيات الصحوة وقادتها لا يظهرون على الساحة بسهولة، بل إن ظهورهم يأتي نتيجة كفاءات فكرية ونفسية وقيادية، ونتيجة مواقف ومسيرة لا حبة شائكة طويلة، ونتيجة تجاوز لعقبات إعلامية وسياسية واجتماعية ضخمة.
من هنا: فإن وجودها نعمة عظيمة من نعم الله على الأمة، وإذا سقطت فليس من السهل التعويض عنها. ولذلك فإن جهود جيل الصحوة يجب أن تنصب على صيانة هذه الشخصيات من هذا اللون من الاغتيال، عن طريق رفع مستوى الوعي الجماهيري، والسعي لنشر تعاليم الإسلام بشأن موقف الإنسان المسلم مما يصله عن أخيه المسلم من خبرٍ ومعلومةٍ، وكيف يجب أن يتبين "النبأ" كي لا يطعن أحداً عن جهل وعدم تمحيص؟
وثمة ثغرة أخرى ينفذ منها أعداء الصحوة هي: وجود ظاهرة خشية أعداء الله خشية الله وحده توحد القلوب والصفوف، وخشية غير الله تمزق وتبعثر، وتدخل في الحساب أموراً لا يمكن أن يجمع عليها رواد الصحوة، فيختلفون ويتناحرون.
وتواجه الصحوة اليوم أعظم عملية إرهاب باسم مكافحة الإرهاب، وأعظم بطش حاقد متعصب باسم محاربة التعصب والأصولية.
وأمام هذه الهجمة الشرسة نجد من يحاول أن يظهر الإسلام بمظهر المهادن المداهن والمسالم والمتعايش مع كل الذئاب الكاسرة والوحوش المفترسة.
ونجد من يحاول أن يبرئ نفسه من تهمة الإرهاب بقطع علاقاته مع من توجه إليهم سهام التهمة أكثر من غيره. مع أن جميع فصائل الصحوة الإسلامية تعلم علم اليقين أن أعداء الإسلام لا يخافون منها إلاّ لأنها"مسلمة ملتزمة" فقط، لا غير.
وهذا خوف تقليدي طبيعي قديم، يساور كل أعداء الإسلام من المسلمين، لو لأنهم إرهابيون...، بل لأنهم مسلمون صدقوا ما عاهدوا الله عليه، قال سبحانه: [لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون] (1)