ـ(63)ـ
و[السموات مطويات بيمينه] (1)، و[يوم يكشف عن ساقٍ ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون](2)، و[والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق] (3)، و[كلّ من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام](4)، و[أينما تولوا فثم وجه الله](5)، و[الرحمن على العرش استوى](6)، و[ثم استوى على العرش](7)، و[يحمل عرش ربك فوقهم يومئذٍ ثمانية](8)، و[وجاء ربك والملك صفاً]، و[هل ينظرون إلاّ أنّ يأتيهم الله في ظلل من الغمام](9).
وبعد ظهور الإمامين: أبي الحسن الأشعري ـ (ت 324 هـ) ـ وأبي منصور الماتريدي السمرقندي ـ (ت 231 هـ) ـ أخذ المتكلمون من أشاعرة وماتريديةٍ بالتأويلات المجازية، متبعين في ذلك الأسلوب الذي بدأه المعتزلة من قبل(10).
لقد كان هناك المشبهة والمجسمة الّذين يثبتون كلّ ما جاء في القرآن الكريم: من فوقية، وتحتيةٍ، واستواءٍ على العرش، ووجهٍ، ويدٍ ومحبةٍ، وبغض، وما جاء في السنة من ذلك أيضاً من غير تأويل، وبالظاهر الحرفي ممن تمسكوا بإثبات الظاهر، فصاروا يتهمون من قبل الأشاعرة بالتشبيه والتجسيم. ومن هؤلاء: أبو الحسن الزاغوني،
_______________________________________
1 ـ الزمر: 67.
2 ـ القلم: 42.
3 ـ القيامة: 29.
4 ـ الرحمن: 26.
5 ـ البقرة: 115.
6 ـ طه: 6.
7 ـ الأعراف: 54.
8 ـ الحاقة 17.
9 ـ البقرة: 210.
10 ـ في الفرق والعقائد الإسلاميّة، للدكتور عرفان عبد الحميد: 207.