ـ(41)ـ
المؤمنين عليه السلام أنّه قال: إنه تعلم من ذي علم (1) إشارة إلى ماروي عنه ـ عليه السلام ـ: "علمني رسول الله ألف باب من العلم، يفتح لي من كلّ باب ألف باب" (2).

ثالثا: وصفهم الأئمة بصفات تخرجهم عن حد البشرية:
إذا كان الغلو ـ كما حدّه الشيخ ـ مجاوزة الحدّ والخروج عن القصد فقد ذكر إنّ من الغلو: إنكار موت النبي والإمام، وأن منه أيضاً: ادعاء علم الأئمة ومعرفتهم بجميع الصنائع واللغات.
1 ـ إنكار الموت (أي: موت الأئمة):
ذكر الشيخ المفيد: ان أول خلاف حدث بعد وفاة رسول الله محمّد صلى الله عليه وآله هو خلاف ابن الخطاب على الجماعة، ونفيه موت الرسول صلى الله عليه وآله وادعائه أنّه لم يمت وأنه حي. قال: (وهذا مذهب المحمدية من الغلاة وبه يتدينون، وهو ضلال بالاتفاق) (3).
ثم قال: (وأنكر الناووسية موت أبي عبدالله ـ عليه السلام ـ، وإنكارهم هذا ضرب من دفع الضرورة وإنكار المشاهدة؛ لأن العلم بوفاته كالعلم بوفاة أبيه من قبله..)، ثم قال: (لا فرق بين هذه الفرقة وبين الغلاة الدافعين لموت أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ، وبين من أنكر موت الإمام الحسين عليه السلام ودفع ذلك وادعى أنّه شبه للقوم) (4).
وقد رد على ذلك قائلاً: (ما روي من خبر الواحد في هذا الباب ولو رواه ألف إنسان وألف ألف لما جاز إنّ يجعل ظاهره حجة في دفع الضرورات وارتكاب الجهالات
___________________________________________
1 ـ نهج البلاغة: خطبة رقم 128، جمع الدكتور صبحي الصالح. منشورات دار الهجرة ـ إيران ـ قم 1412 هـ.
2 ـ الإرشاد، الشيخ المفيد: 22 رواية ينتهي سندها إلى عبدالله بن مسعود.
3 ـ الفصول المختارة: 192، منشورات مكتبة الداوري، قم ط 4، 1396 هـ.
4 ـ نفس المصدر: 240.