ـ(32)ـ
موقف الشيخ المفيد "رحمه الله"
من الغلو والغلاة
الدكتور عبد الجبار شرارة
الغُلُوُّ في اللغة: مجاوزة الحدّ والخروج عن القصد، وهو الإفراط في حقّ الأنبياء أو الأئمّة ـ عليهم السلام ـ بالأخص (1). ومن علاماته: ادعاء الألوهية في البشر، أنبياء أو أئمّةً، أو ادّعاء حلول الإِله فيهم، أو إضفاء صفةٍ من صفاته تعالى عليهم، أو إخراجهم عن حدّ البشريّة بأيّ نحوٍ كان (2).
وتفسير ظاهر الغلوّ بوجهٍ عامٍ اختلف فيها الباحثون: فذهب بعضهم إلى أنّه يعود إلى عاملٍ نفسيٍ يتمثل في رد فعلٍ لأمرٍ معينٍ(3). ويذهب آخرون إلى أنّ السياسة في مرحلةٍ تاريخيةٍ تقف وراء مثل هذه الظاهرة، وخاصةً في التاريخ الإسلامي(4). وقد تكون هذه الظاهرة حركةً اجتماعيةً تهدف إلى الكيد للإسلام ورجالاته العظام(5).
_________________________
1 ـ راجع: تصحيح الاعتقاد للشيخ المفيد: 109.
2 ـ الملل والنحل للشهرستاني 1: 288 ط مصر 1948 م.
3 ـ الصلة بين التصوف والتشيع للدكتور الشيبي 1: 126. مطبعة الزهراء بغداد 1964.
4 ـ الإمام الصادق عليه السلام لأسد حيدر 2: 234.
5 ـ الغلو والغلاة، لعبد الله سلوم السامرائي، وزارة الإرشاد العراقية.