ـ(239)ـ
ج ـ ازدياد الشعور لدى أتباع الحضارة الغربية ومنظريها بالعجز واليأس بالرغم من سعة دائرة التآمر.
د ـ تطور الخطاب السياسي الإسلامي بشكل واضح من خلال ما طرحته الثورة الإسلاميّة في إيران، الأمر الذي قاد إلى الصمود في وجه القمع.
فهناك اذن صراع اتخذ أبعاداً جديدة في ضوء النهوض الإسلامي والتغييرات في البناء الداخلي للعالم الاستكباري، فيطرح المؤلف سؤاله المهم ضمن فقرة "مستلزمات الموقف الإسلامي من الصراع" ؟ ويجيب على السؤال من خلال إلفات النظر إلى أبعاد ثلاثة هي:
أ ـ مواجهة التحديثات المعاصرة.
ب ـ تطوير المضمون المعنوي للحالة الإسلاميّة.
ج ـ الوحدة الإسلاميّة.
ويندرج تحت كلّ من هذه الأبعاد عناوين فرعية: فالبعد الأول ـ أي: مواجهة التحديات ـ يضم عدة قضايا: أولها: "قضية التوفيق بين متطلبات الحرية الإنسانية على المستوى الفردي، أو الاجتماعي، والاستقلال والإرادة في القرار السياسي، والتحرر من الهيمنة، أو التبعية في الاقتصاد والثقافة والعلوم من ناحية، ومتطلبات العدالة الاجتماعية والرفاه الاقتصادي والتعايش من ناحية أخرى (1).
وثانيها: قضية الصراع بين الاستكبار والاستضعاف، حيث لا بد للحالة الإسلاميّة أنّ تتحول من حالة الدفاع وامتصاص الهجمات المتوالية التي تشنها قوى الاستكبار العالمي إلى حالة الهجوم(2).
وثالثها: قضية النظام العالمي الجديد الذي أصبح حقيقة قائمة من خلال التطور العلمي والمدني، والعلاقات الإنسانية الجديدة، وبالتالي فلابد من بناء هذا
____________________________
1 ـ المصدر: 22.
2 ـ نفس المصدر: 23.