ـ(221)ـ
التضامن الإسلامي في مجالاته الفكرية والثقافية كأساس لتكامل العمل الإسلامي الدولي تحقيقاً لأهداف التآزر والتعاون والتنسيبق بما يحقق التقارب والترابط بين أبناء الأمة الإسلاميّة الواحدة فإن علماء المسلمين المشاركين في ندوة (التقريب بين المذاهب الإسلاميّة ) المنعقدة في الرباط ـ (أيام 6 ـ 9 من ربيع الأول سنة 1312 هـ الموافق 16 ـ 18 من سبتمبر 1991 ) ـ تحت إشراف المنظمة الإسلاميّة للتربية والعلوم والثقافة يرون أنّ من واقعية الإسلام أنّه أقر الاجتهاد وفتح بابه وفقاً للضوابط الشرعية العلمية، وأن الاختلاف حالة طبيعية في ظل تنوع المشارب والتوجهات في دائرة الالتزام بوحدة العقيدة، ومن منطلق حرصهم على ضرورة توضيح علمي للمصطلحات الفقهية ووضع أسس للتعاون في مجال التقريب بين المذاهب الإسلاميّة يؤكدون على أنّ عملية التقريب بين الأفكار والاتجاهات والمذاهب المختلفة ضرورة يقتضيها العمل الإسلامي المشترك لتقوية الصف الإسلامي، وتدعيم الوحدة الإسلاميّة في أجلى مظاهرها، تحقيقاً لقول الله تعالى: [إنّ هذه أمتكم أمة واحدة].
ويعتبرون أنّ التقريب بين المذاهب الإسلاميّة هو: عملية تفاهم فيما بينها، ونفي لكل العناصر التحريفية، ووضع للمسيرة على الخط الطبيعي وفي الاتجاه الإسلامي الصحيح. ويرون: أنّه مع ضرورة السعي إلى مزيد من تلاحم المسلمين بعضهم مع بعض ينبغي في المرحلة الحاضرة البدء بالتقريب بين المذاهب الإسلاميّة في مجال البحث الفقهي.
وتلافياً للخلط، ورفعاً للبس، وحرصاً على ضبط المسيرة العلمية فإن العلماء المشاركين في الندوة يدعون إلى التعرف بدقة على العناصر المؤدية للاختلاف في وجهة النظر؛ وذلك لتلافي عدم الدقة في منهج الاستدلال، وتحديد هذا المنهج، وملاحظة الترتيب المنطقي بين الأدلة. ويطالبون بالتحري في تحرير محل الخلاف؛ وذلك لتجنب الخلافات اللفظية المضيعة للجهود، ويحثون على ضبط الخلافات؛ وذلك لتجنب الخلافات اللفظية المضيعة للجهود، ويحثون على ضبط الخلافات الفقهية وحصرها وتقييدها، مع تجنب التعصب، واعتبار أنّ التعارف ينفي التعصب الذي هو أساس الاختلاف.